بوساطة إماراتية.. “حميدتي” يعرض على أمريكا توطين فلسطينيين بالسودان

بعد الهزائم الكبيرة التي مُنيت بها قوات الدعم السريع أمام الجيش السوداني، يسعى قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى إعادة تسويق نفسه أمام المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، عبر طرح مقترح بتوطين فلسطينيي قطاع غزة في المناطق التي يسيطر عليها داخل السودان.
بدعم من الإمارات
بحسب مصادر قطرية ومصرية مطلعة ملف على الوساطة في غزة فإن هناك تحركات من جانب الإمارات ذات صلة بالخطط الأمريكية الرامية لتهجير سكان غزة ومحاولة توطينهم ببعض دول المنطقة.
وحسب المصادر فإن تحركات إماراتية جرت مؤخرًا تهدف إلى إعادة تسويق “حميدتي” لدى الإدارة الأمريكية، من خلال استعداده لاستقبال الآلاف من سكان غزة في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة قواته، مقابل حصوله على شرعية دولية وإعادة دمجه في المشهد السياسي السوداني.
وأضاف أن اتصالات جرت مؤخرًا، بشأن وساطة إماراتية بين دقلو والإدارة الأمريكية، في محاولة لتمكينه من الحصول على اعتراف ودعم أمريكي، في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه أبوظبي لقائد قوات الدعم السريع سياسيًا وعسكريًا وماليًا.
وأوضح المصدر المصري أن الإدارة الأمريكية رغم تأكيدات ممثلين عنها بصعوبة “هذا المسار تحديدًا” ضمن الخيارات المطروحة لتوطين سكان غزة، في إشارة للمناطق الخاضعة لحميدتي، إلا أنها تبقي عليه كبديل مطروح يمكن الاستفادة منه في وقت ما.
رفض قادة الجيش السوداني
وحسب دبلوماسي قطري، الذي تدعم بلاده رسميًا الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، فإن أطرافًا إقليمية حاولت مؤخرًا إقناع المؤسسة العسكرية السودانية ومجلس السيادة الانتقالي الانخراط في مفاوضات غير معلنة مع ممثلين عن الإدارة الأمريكية، وكذلك حكومة إسرائيل من أجل فتح قناة اتصال بشأن خطة توطين سكان غزة، وهو ما قوبل بالرفض القاطع من جانب ممثلي المؤسسة العسكرية هناك، وسط تأكيدات برفض شعبي قاطع.
ومؤخرًا، قررت الحكومة السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات وأعلنتها دولة عدوان.
وكانت محكمة العدل الدولية رفضت دعوى السودان ضد الإمارات بشأن “انتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال دعم القوات شبه العسكرية في منطقة دارفور”، وأعلنت المحكمة، الاثنين، أنها لا تملك صلاحية اتخاذ تدابير تأديبية ضد الإمارات، وصوّت قضاتها على إنهاء القضية.
ويتهم السودان الإمارات بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ عامين، التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وأجبرت الملايين على النزوح من ديارهم، وتركت الكثيرين يواجهون خطر المجاعة، بينما تنفي الإمارات هذه الاتهامات نفيًا قاطعًا، واصفةً القضية بأنها “مسرحية سياسية” و”حيلة دعائية ساخرة”.
محاولت أمريكية للتهجير
وتقود الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل اتصالات سرية مع عدد من دول المنطقة في محاولة لإقناعهم باستقبال نحو مليون من سكان غزة ضمن خطة تهجير ممنهجة، وذلك في أعقاب رفض كل من مصر والأردن لتلك الخطة التي اعتبروها أن تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل عام.
وكانت تقارير دولية ربطت في وقت سابق بين الصومال واتصالات أمريكية بشأن استخدام أراضي الصومال لتوطين سكان غزة، قبل أن يؤكد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم رفض بلاده، قائلًا “نرفض أي خطة تتضمن استخدام الأراضي الصومالية لإعادة توطين سكان آخرين”، مضيفًا “نرفض أي مقترح من أي طرف لتقويض حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام على أرضه التاريخية”.