أهالي معتقلين يشكون من تعرضهم لعمليات تحرش وتفتيش مهينة بسجن المنيا

أصبحت معاناة أهالي المعتقلين في سجون مصر لا تقتصر على ساعات السفر الطويلة والانتظار المرهق من أجل زيارة ذويهم، بل تمتد الإهانة إلى تعرضهم لعمليات تفتيش وتحرش ممنهجة، كان أبرزها في سجن المنيا شديد الحراسة.
في شهادة صارخة كشفت عنها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، روت إحدى السيدات تجربتها في زيارة سجن المنيا بقولها: “معلش أنا كنت في زيارة يوم (…) وعلى أمل إنّ التفتيش يكون اتّحسن بعد الشكاوى، لكن والله للأسف بقى أسوأ من الأول وبمنتهى المهانة، تفتيش النساء إهانة. أول ما دخلنا، قالت الشرطية اخلعي النقاب والطرحة، عايزة تكوني بشعرك. بعد كده، ارفعي العباية.
وتابعت: “مرور الجهاز مش مشكلة، لكن المطالبة برفع “البادي”، وأكون – آسفة يعني – على اللحم، لتفتش وتفحص الجسد ليه؟ هو مش لو في حاجة الجهاز هيدي إنذار؟ وطبعاً ما تقدريش تتكلمي، لأن الزيارة هتتلغي. وأنا جاية من (…) لسجن “المنيا” ماشية من بيتي قبل ميعاد الزيارة بـ24 ساعة”.
اقرأ أيضا
في رسالة صارخة.. 65 معتقلًا يطالبون بإطلاق النار عليهم بدلًا من ترحيلهم
سياسة متعمدة
الشهادة الأخيرة لزوجة معتقل ليست حالة فردية، بل هي جزء من نمط واسع من الشكاوى التي تلقتها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان من عشرات من أهالي النزلاء في سجن المنيا شديد الحراسة. وتفيد الشكاوى بتعرض الزائرات لــ”تحرش جنسي وتفتيش جسدي فاضح بحجة التفتيش عن الممنوعات”.
وأكدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، أن هذه الممارسات ليست مجرد انتهاكات فردية، بل تمثل “سياسة متعمدة لإرهاب العائلات، وبثّ الخوف، وإرسال رسالة قمعية مفادها أن العقاب لا يقتصر على السجين فحسب، بل يمتد ليشمل كل من يقترب منه أو يتضامن معه”.
وأضافت الشبكة أن التفتيش الذاتي المهين يخلف آثاراً نفسية شديدة السوء على النساء الزائرات، ويُشكل نوعاً من “الانتهاك الصامت” الذي لا يقل ضرراً عن العنف الجسدي.
وقد رصدت الشبكة في ثلاثة تقارير سابقة تكرار هذه الانتهاكات، ما أجبر العديد من الأهالي على الامتناع عن اصطحاب بناتهم الصغيرات خوفاً عليهن.
وتحدث تلك الانتهاكات كل ذلك في ظل صمت وتجاهل تام من الضباط المشرفين على الزيارات، والذين يتعاملون مع الشكاوى بالتهديد بإلغاء الزيارة ومنع دخول الأهالي.
وسيلة للضغط والترهيب
تشير العديد من التقارير الحقوقية المحلية والدولية إلى أن ذوي السجناء، خاصة المعتقلين السياسيين، يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة، وغالباً ما تُستخدم زيارات السجن وسيلةً للضغط والترهيب.
وتشير التقارير إلى أنه عادة ما تُفرض قيود غير مبررة على عدد الزيارات أو مدتها، أو تُمنع الزيارات بالكامل لأسباب واهية أو دون إبداء أسباب، ما يزيد من معاناة السجناء وذويهم.
وطبقاً لتقارير حقوقية، يواجه ذوو السجناء، خاصّة الأمهات والزوجات وكبار السن، إجراءات روتينية مُعقدة وطويلة، وتأخيرات متعمدة، ومعاملة غير إنسانية من موظفي السجون، والهدف من ذلك هو الإذلال وكسر إرادتهم.
وغالباً ما يُحرم السجناء من أبسط حقوقهم خلال الزيارة، مثل استلام الملابس والطعام والأدوية الضرورية، ما يضاعف من معاناة ذويهم الذين يسعون لتوفير هذه الاحتياجات. وتعرض ذوو السجناء للمراقبة المستمرة، وقد يُستدعَون للاستجواب أو يُهددون بالاعتقال إذا ما تحدثوا علناً عن انتهاكات حقوق السجناء أو شاركوا في أي أنشطة حقوقية.
وتُسبب هذه الممارسات آثاراً نفسية وجسدية وخيمة على ذوي السجناء، الذين يعيشون تحت ضغط نفسي وعصبي دائم، وتتأثر حياتهم الاجتماعية والاقتصادية كثيراً.