عربي ودوليمحلي

قلق مصري متزايد من إعلان “الدعم السريع” حكومة موازية بالسودان

منذ إعلان قوات الدعم السريع وتحالفها السياسي عن حكومة موازية في السودان، وتتزايد المخاوف المصرية من مدى أثيرها على الأمن القومي للبلاد، باعتبارها الخطوة الأخطر منذ اندلاع الحرب بالبلاد.

مصادر كشفت لموقع “العربي الجديد”، أن خلية أزمة مصرية تضم ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة والقيادة العسكرية، بدأت اجتماعات مكثفة منذ الساعات الأولى بإعلان الحكومة الموازية في السودان من قبل قوات الدعم السريع.

وأوضحت المصادر أن خلية الأزمة “تعمل على مدار الساعة” وتُنسّق مواقفها مع بعثات مصرية دبلوماسية وأمنية في كل من بورتسودان وأديس أبابا وأبوظبي، وتتعامل مع تطورات إعلان الحكومة الموازية في السودان باعتبارها تحولاً مفصلياً في مستقبل هذا البلد والمنطقة، يتطلب تحركاً حكيماً ومتدرجاً.

وأشارت إلى أن الخلية تعكف حالياً على صياغة تصور مصري متكامل للحل السياسي والأمني، يتضمن عدداً من السيناريوهات والمسارات المقترحة، تمهيداً لرفعه إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لاتخاذ القرار المناسب بشأنه.

سيناريوهات مصرية

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “العربي الجديد”، فإن التصور الذي تعمل عليه خلية الأزمة المصرية. لا يقتصر على التعامل مع إعلان الحكومة الموازية من قبل “الدعم السريع” في السودان. بل يشمل هيكلة مسار جديد للتسوية السياسية في السودان بالتنسيق مع دول الرباعية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة)، والاتحاد الأفريقي. وربما بالتوازي مع تحرك مصري منفصل لاحتواء الوضع ميدانياً في مناطق الحدود، وضمان عدم انزلاقها إلى فوضى إقليمية.

كما يشمل التصور المصري، وفقاً للمصادر، خيارات متعددة تراوح بين تعزيز دعم الحكومة الشرعية في بورتسودان. بجانب توسيع دور مصر بوصفها وسيطاً إقليمياً، وفتح قناة خلفية مع بعض مكونات “تحالف الدعم السريع”. لمحاولة إعادة إدماجهم في مفاوضات تسوية موسعة، شريطة وقف إطلاق النار، وعدم المساس بوحدة السودان.

تحذيرات واسعة

وتزامن تشكيل الحكومة الموازية في السودان (برئاسة محمد حسن التعايشي) مع إعلان “الدعم السريع” وتحالفه. تشكيل مجلس رئاسي بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشخصيات من الحركات المسلحة، لإدارة مناطق واسعة من السودان. أبرزها دارفور (تسيطر مليشيات الدعم على معظمها) وجنوب كردفان ومناطق من شرق السودان.

لكن إعلان هذه الحكومة، في مدينة نيالا الخاضعة لسيطرة “الدعم السريع”. أثار تحذيرات عميقة داخل الأوساط المصرية من أن البلاد تتجه فعلياً نحو الانقسام الجغرافي والسياسي على غرار النموذج الليبي. وهو ما تعتبره القاهرة خطراً مباشراً على أمنها القومي ووحدتها الإقليمية.

سيناريو ليبي متكرر

وترى الأجهزة الأمنية أن تمدد “الدعم السريع” في غرب وجنوب السودان، وطرحَ نفسها سلطةً بديلة في بعض الأقاليم. ينذر بتشكل كيان سياسي عسكري مستقل على غرار “دولة داخل الدولة”.

كما أن اقتراب نفوذ “الدعم السريع” من مثلث العوينات الحدودي شديد الحساسية بين مصر والسودان وليبيا. يفتح الباب أمام احتمالات خطرة، منها تهريب السلاح، وتدفق جماعات مسلحة عبر الحدود الجنوبية المصرية.

اقرأ أيضا
كيف رأي خبراء سيطرة الدعم السريع على منطقة المثلث الحدودي بين مصر والسودان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى