مراقبون يبحثون لمصر عن مخرج من أزمة غزة، كتّاب ومحللون وخبراء وساسة أجمعوا أن مصر، بحاجة إلى طرق مختلفة للخروج من النفق المظلم، الذي تحاصرها فيه دول العالم وتتهمها بغلق معبر رفح.
مصر خرجت ونفت إغلاق المعبر مؤكدة أن له جانبين.
هذا الدفاع عن النفس لم يجدي نفعا بل زاد الاحتقان.
المتابعون للملف عن قرب يرون أن النظام الحالي، عليه إتباع خطوات عدة لتفادي العداء العالمي.
ضعف العلاقات العامة
اتفق الجميع أن مصر تفتقد العلاقات العامة الفعّالة، التي تمكنها من تغيير الصورة السيئة المصدّرة عنها، خاصة في ظل المخططات الإسرائيلية المتواصلة، الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.
سفير مصر السابق أيمن زيد الدين عبّر عن رأيه وقال، ” توصيتي هى تركيز جهد مصر وطاقتها على التحدي الاستراتيجى ومواجهة سياسات ومخططات إسرائيل بقوة وحزم وبشكل معلن بدءا بمنازلتها فى موقعة غزة وفيما تقوم به في الضفة الغربية واستغلال ما تواجهه من أوضاع داخلية ودولية صعبة بمضاعفة الضغوط عليها”.
تكتل داخلي
متابعون للمشهد يرون في إخراج المعتقلين من السجون، وفتح المجال العام للأحزاب الفاعلة، سوف يساهم بشكل كبير في إرسال رسالة، مفادها أن كل أطياف المجتمع بمختلف توجهاتها، رافضة للمسار الإسرائيلي الحالي ومستعدة للتكتل ضد “تل أبيب”.
تحالف دولي
مصر ينقصها حتى اللحظة الراهنة المشاركة في تحالف دولي، يزيد من تأثير الضغوط على الاحتلال، حتى يُدفع لتغيير نمط تفكيره وحساب التكلفة الباهظة، التي سيدفعها جرّاء سعيه للاستحواذ على كامل فلسطين.
لا سلام مع العدو
مسلسل التطبيع وإن خفت الفترة الأخيرة، إلا أنه كشف أن إسرائيل لا تسعى من خلاله، لتجفيف العداوات مع الدول العربية، بل إلى طموحات إسرائيلية توسعية أكبر في القادم، وهو ما يحتم طرح تصور أمني عربي، قائم على ترتيبات تدريجية تصل إلى تحالف عسكري.
مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن الدول العربية الأكثر استقرار عليها أن تكون نواة هذا التحالف”.
لن ترضي الجميع
مصر تسعى خلال معالجتها لأزمتها الحالية لإرضاء الجميع، لكن مسار الأحداث أثبت أن هذه السياسة فاشلة.
المدقق فيما يجرى يرى أن النظام يجب أن يتعامل بمنطق السياسة، وأن يتعامل بحكمة بالغة مع ضرورة التكشير عن أنيابه، وهو أمر يحتاجه كثيرا في ظل المخاطر المحدقة.
فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية الأسبق اختصر الأمر في بضع كلمات، “التوازن المفرط قد يؤدي لخسارة ثقة كل الأطراف”.
ما خيارات مصر للتعامل مع أزمة غزة؟
