محلي

اشتباكات مسلحة في العريش تُثير القلق وتُشعل مطالبات بفرض الأمن

عودة العنف المسلح تثير مخاوف الأهالي من انهيار الاستقرار الأمني بعد سنوات من المواجهة مع الإرهاب في شمال سيناء

شهدت مدينة العريش، شمال شرقي شبه جزيرة سيناء، الثلاثاء الماضي، حادثة أمنية خطيرة تمثّلت في اشتباك مسلح عنيف بشارع الخزان، أحد الشوارع الحيوية في المدينة، وقع الحادث عندما أطلق مسلحون يستقلون سيارات دفع رباعي النار بكثافة، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين واختطاف شخص آخر، في ظل غياب أمني واضح، وانسحاب المسلحين من المدينة دون اعتراض.

الحادث الذي يُعدّ الأول من نوعه منذ سنوات أثار حالة من الذعر في صفوف الأهالي، وجدّد التساؤلات حول فعالية الأجهزة الأمنية في الحفاظ على الاستقرار الهش في المحافظة، التي عانت طويلا من العنف المرتبط بالجماعات المتطرفة، خاصة تنظيم “داعش”.

العرجاني هو الجاني

الناشط السياسي زهدي جواد وصف ما جرى بـ”المرعب”، لافتا إلى أن بعض المهاجمين قد يكونون من المنتسبين إلى “اتحاد قبائل سيناء” الذي يقوده رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، وأشار إلى أن المركبات المستخدمة ليست متاحة لعامة المواطنين، بل عادة ما تُرتبط بأشخاص تربطهم صلات وثيقة بالأجهزة الأمنية والعسكرية، وطالب جواد برفع الغطاء القبلي عن كل من يثبت تورطه، مؤكدا على ضرورة ردع من يحمل السلاح خارج إطار الدولة.

من جهته، أكد الشيخ أبو سلمان السواركة، أحد كبار مشايخ سيناء، أن استقرار المحافظة تحقق بتضحيات كبيرة من أبناء سيناء والجيش والشرطة، داعيا إلى التعامل بحزم مع منفذي الهجوم ومن يوفر لهم الحماية القبلية، لتفادي عودة سيناريوهات الفوضى والعنف التي عرفتها المنطقة سابقا.

صمت رسمي

ورغم توجيه اتهامات شعبية لبعض أفراد “اتحاد قبائل سيناء” بالتورط في الحادث، فإن الجهات الرسمية لم تُصدر بعد أدلة تؤكد تلك المزاعم. ويُذكر أن الاتحاد، بقيادة العرجاني، كان قد ساهم في دعم القوات المسلحة خلال حربها ضد الإرهاب في السنوات الماضية.

ويُحذر مراقبون من تفاقم مظاهر التسلح الفردي والنزاعات القبلية، مطالبين بإعادة ضبط العلاقة بين الدولة والمكونات القبلية بما يضمن الأمن ويحفظ هيبة القانون.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى