تقاريرمحلي

الكابلات هي السبب!

في أول تعليق رسمي على أزمة انقطاع الكهرباء والماء والإنترنت عن عدد كبير من مناطق محافظة الجيزة، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الخلل لم يكن في محطة الكهرباء نفسها، بل في الكابلات المغذية للمحطة، والتي تعرضت لأعطال جسيمة بسبب الأحمال الزائدة، مما أدى إلى خروج المحطة من الخدمة.

وفي تصريحات أدلى بها مدبولي يوم 30 يوليو، قال:

“المحطة نفسها مفيهاش أي مشكلة، ولكن الكابلات المغذية لها هي اللي حصل فيها القصور… وبالتالي خرجت المحطة من الخدمة”، مضيفًا: “أنا بكرر اعتذاري عن هذا الحدث”.

تصريحات مشابهة أدلى بها وزير الكهرباء محمود عصمت، الذي أكد أن المشكلة الجوهرية كانت في الكابلات وليس في البنية التحتية الأساسية للمحطة، قائلاً:

“الحقيقة المشكلة المرة دي كانت في الكابلات”.

محطة جزيرة الدهب.. بؤرة الأزمة

مصادر مطلعة داخل محافظة الجيزة أوضحت أن محطة كهرباء جزيرة الدهب بمنطقة السرايا هي محور الأزمة الحالية. هذه المحطة كانت تعمل بحمولة تفوق طاقتها، في ظل تعطل الخط الاحتياطي منذ صيف عام 2024. ووفق مصدر بمكتب محافظ الجيزة، فقد خاطبت المحافظة وزارة الكهرباء أكثر من خمس مرات لإصلاح الخط قبل صيف 2025، لكن دون استجابة.

استثمارات بالملياريات وأزمة صيانة

ورغم تصريحات الحكومة بخصوص الاستقرار في إمدادات الكهرباء، تُظهر البيانات الرسمية أن أزمة الجيزة ليست ناجمة عن نقص في التمويل.
فقد أنفقت محافظة الجيزة وحدها نحو 2.5 مليار جنيه على مشروعات الكهرباء خلال العام المالي 2021 – 2022. وعلى المستوى القومي، تشير الأرقام إلى أن إجمالي الاستثمارات الحكومية في قطاع الكهرباء خلال عام 2023 – 2024 بلغ أكثر من 167 مليار جنيه، مقارنة بـ95 مليار جنيه في العام السابق.

ومنذ عام 2014 وحتى نهاية ديسمبر 2024، تخطّى إجمالي الاستثمارات المنفذة في القطاع على مستوى الجمهورية 355 مليار جنيه، حسبما تفيد التقارير الرسمية.

مع ذلك، يقول مراقبون إن جوهر الأزمة يكمن في غياب الصيانة الدورية، وليس في حجم الإنفاق. فالمعدات القديمة، والكابلات التي لم تُحدَّث أو تُفحص بالشكل الكافي، أصبحت عبئا على الشبكة.

الغضب الشعبي يتصاعد

على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر مواطنون عن غضبهم الشديد من تعاطي الحكومة مع الأزمة، حيث جاءت التعليقات حادة، منها:

  • “استقيل وسِبنا في حالنا”،
  • “بتعاملوا الناس أسوأ من البهايم”،
  • “ودي مسؤوليتي كمواطن؟! أنا اللي دفنت الكابلات؟!”.

موقف رسمي يناقض الواقع

في المقابل، خرج منصور عبدالغني، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، يوم 29 يوليو ليؤكد عبر برنامج “يحدث في مصر” أن:

“مافيش أي مشاكل على بطول الجمهورية وعرضها”.

لكن الواقع في الجيزة – كما تقول شهادات المواطنين وتقارير محلية – يعكس عكس ذلك تماما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى