عربي ودولي

كارثة إنسانية تلوح في الأفق بالسودان وسط اتهامات للإمارات بتمويل مرتزقة أجانب

حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد سكان مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، والتي تحاصرها قوات الدعم السريع المدعومة من دولة الإمارات. وسط انقطاع كامل لطرق الإمداد والمساعدات الإنسانية، وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية.

ووفقًا للبيان الصادر عن البرنامج، أصبحت الفاشر معزولة تمامًا عن العالم الخارجي. ما دفع العائلات للجوء إلى استهلاك علف الحيوانات ونفايات الطعام للبقاء على قيد الحياة. في وقت تزداد فيه مخاطر المجاعة بشكل غير مسبوق.

وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق وجنوب أفريقيا، إريك بيرديسون، إن الفاشر بحاجة عاجلة إلى ممرات إنسانية دائمة ومستقرة، مؤكدًا أن “أرواحًا كثيرة ستُفقد” إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

وفي أغسطس 2024، أعلنت منظمة اليونيسف تفشي المجاعة رسميًا في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر. محذرة في الوقت نفسه من انتشار وباء الكوليرا شمال دارفور، حيث تم تسجيل 1180 حالة إصابة، منها 300 حالة بين الأطفال. كما حذّرت المنظمة من أن نحو 640 ألف طفل دون سن الخامسة في دارفور وحدها معرضون لخطر سوء التغذية والأمراض.

اتهامات من السودان للإمارات

في خضم الأزمة الإنسانية المتصاعدة، اتهمت الحكومة السودانية دولة الإمارات بـ تمويل واستقدام مرتزقة من كولومبيا لصالح قوات الدعم السريع. وقالت وزارة الخارجية السودانية إنها تمتلك وثائق ومستندات رسمية تثبت تورط هؤلاء المرتزقة، وتحديدًا في العمليات العسكرية الجارية بمدينة الفاشر.

وأكدت القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني أن ما لا يقل عن 80 مقاتلًا من المرتزقة الكولومبيين شاركوا في معارك الفاشر إلى جانب قوات الدعم السريع. مشيرة إلى أنهم مكلفون بتشغيل الطائرات المسيّرة وتنسيق ضربات المدفعية.

وأعلنت القوات نفسها أنها تمكنت من تحييد عدد من المرتزقة الكولومبيين خلال عملياتها. ونشرت مقاطع فيديو يُعتقد أنها تظهر وجود أجانب بين صفوف الدعم السريع.

نفي إماراتي وتناقض مع تقارير أممية

في المقابل، نفت دولة الإمارات أي صلة لها بدعم قوات الدعم السريع، غير أن تقارير متعددة صادرة عن خبراء أمميين ومنظمات دولية. أشارت إلى أدلة متزايدة تربط بين أبوظبي وتمويل وتسليح قوات الدعم السريع، رغم الموقف الرسمي الإماراتي.

ويزيد هذا التصعيد العسكري والإنساني من تعقيد الوضع في السودان. خاصة مع تزايد التحذيرات الدولية من تحوّل دارفور إلى بؤرة كارثية على مستوى الأمن الغذائي. وارتفاع الأصوات المطالبة بتدخل دولي عاجل لحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية فورية.

زر الذهاب إلى الأعلى