ثماني طبيبات يرفضن "الذل الطبي": استقالة جماعية من مستشفى جامعة طنطا

تقدّمت ثماني طبيبات (نوّابات) في قسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا، من أصل 15 طبيبا، باستقالة جماعية دفعة واحدة، وجاءت هذه الخطوة بسبب ظروف العمل القاسية وغياب التقدير المهني، ونُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عزت الاستقالات إلى الضغط النفسي والجسدي والانتهاكات المهنية.

شهادات صادمة: من 48 إلى 82 ساعة عمل بلا راحة

أفادت الطبيبات أن نوبات العمل امتدت من 48 إلى 72 ساعة، وأحيانا إلى 82 ساعة متواصلة، دون نوم أو راحة، مع حجوزات ترغمهن على النوم على الأرض أو أسرّة المرضى، كما ذُكرت الانتهاكات مثل العقاب الجماعي؛ حيث عُنفن بالبيات على الأرض لأيام، وسُلبت بعضهن من متعلقاتهن أثناء النوم.

وُصفت الطبيبات في منشوراتهن بأنهن „نواب زبالة“، وأن وجودهن داخل القسم „غير مرحّب به“، عانين أيضا من عوائق في التسجيل للدراسات العليا، ما حدّ من إمكانية التقدم للماجستير، في تناقض واضح مع وعود الإدارة السابقة.

أريعة من الطبيبات المستقيلات تبنيّن حملة تدوين على حساباتهن بفيسبوك، قدمن خلالها شهادات صادمة حول ظروف العمل التي دفعتهن للتخلي عن حلمهن، تراوحت بين العمل لـ82 ساعة متواصلة، والعقاب الجماعي بالبيات على الأرض لأسبوع، والإهانات المتكررة.

بينما كشفت باقي الشهادات عن ظروف عمل أخرى غير آدمية، إذ أوضحت رنين جبر أن نبطشيات العمل كانت تمتد من 48 إلى 72 ساعة، تتبعها “ساعات مرور” ليصل إجمالي العمل المتواصل إلى 82 ساعة، وتضيف “والله كنا ننام في الـ82 ساعة أقل من ست ساعات، كنا ننام على الأرض أو على أسرة الولادة، وأحيانًا على الكرسي لعدم وجود مكان”.

فيما تؤكد الدكتورة هايدي هاني، النائبة السادسة المستقيلة، أن مكان النوم المخصص لهن كان “غرفة بها مرتبتان على الأرض تنام عليهما القطط”، وهو ما عرض إحدى زميلاتهن للسرقة وهي نائمة.

كيف ردت جامعة طنطا

عقد عميد كلية الطب اجتماعا طارئا مع إدارة القسم والطبيبات المستقلات، وأعد تقريرا للسيسي بإجراءات تصحيحية. وفي إطار الحلول المقترحة:

تحسين بيئة العمل والإقامة، ووضع آلية متابعة لضمان استدامة الإصلاحات

تعديل نوبات العمل من 48 ساعة إلى 24 ساعة، مقسّمة على فترتين (12 ساعة لكل منهما)؛

تسريع إجراءات التسجيل في الدراسات العليا وتطوير برامج التدريب؛

نقل وحدة النساء إلى المستشفى التعليمي الفرنساوي، مع تجهيزها بـ50 سريرا، غرفتي عمليات مستقلتين، ووحدة مناظير؛

نقابة الأطباء تتابع

أصدرت النقابة العامة للأطباء بيانا رسميا، أكدت فيه أنها تتابع الأزمة عن كثب، وتواصلت مع إدارة الكلية للتحقيق الفوري في الأوضاع، وضمان بيئة تدريبية وإنسانية عادلة للأطباء النواب.

من جانبه قال نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبد الحي إن النقابة تتابع عن كثب أزمة الاستقالات الجماعية لنواب قسم النساء والتوليد بجامعة طنطا، مؤكدًا أنها ستتواصل بشكل عاجل مع إدارة كلية طب طنطا لبحث المشكلة وإيجاد حلول جذرية لها.من جانبه قال نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبد الحي إن النقابة تتابع عن كثب أزمة الاستقالات الجماعية لنواب قسم النساء والتوليد بجامعة طنطا، مؤكدا أنها ستتواصل بشكل عاجل مع إدارة كلية طب طنطا لبحث المشكلة وإيجاد حلول جذرية لها.