
مع ارتفاع درجات الحرارة وما تبعه من استهلاك غير مسبوق للكهرباء، بدا أن وعود الحكومة بعدم اللجوء إلى تخفيف الأحمال قد ذهبت أدراج الرياح، في ظل انقطاع التيار الكهربائي يوميًا بالمحافظات.
ويأتي قطع الكهرباء وسط أزمات متكررة تطال كابلات التوزيع، ومشكلات تواجه المحطات التي توسعت الدولة في إنشائها خلال السنوات الأخيرة، دون إيلاء الصيانة اللازمة لها.
تخفيف غير معلن
أحد أعضاء لجنة الطاقة في البرلمان كشف، في تصريحات لموقع “عربي بوست”، أن الحكومة تطبّق هذا العام سياسة تخفيف الأحمال دون إعلان رسمي، لتجنّب التراجع العلني عن وعودها بعدم العودة لقطع التيار، ولتهيئة الأجواء لاختيار التوقيت المناسب للإعلان عن رفع أسعار الكهرباء.
وأوضح أن الأزمة بلغت ذروتها مع احتراق كابل الكهرباء الرئيسي بمحافظة الجيزة، ما عطّل محطة المياه الرئيسية. وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة لعدة أيام متتالية.
وأضاف المصدر أن شكاوى انقطاع الكهرباء في الجيزة، وفي عدد من المحافظات الأخرى، تراجعت مؤخرًا. بعد إصلاح أعطال “كابلات الجيزة”، لكنها في الوقت نفسه لم تتوقف.
في المناطق الشعبية فقط
المصدر أشار إلى أن تلك الانقطاعات تتركز فقط في المناطق الشعبية، مثل العمرانية وإمبابة وبولاق الدكرور والحوامدية. كذلك بعض مناطق السادس من أكتوبر، بينما تقل حدّتها في أحياء راقية كمدينة الشيخ زايد.
وكشف المصدر أن استهلاك الكهرباء تجاوز خلال الأيام الماضية حاجز 38 ألف ميغاوات، وهو من أعلى المعدلات في تاريخ البلاد. بفعل الاستخدام الكثيف لأجهزة التكييف والتبريد.
ليست أزمة وقود
واعتبر المصدر أن السبب الرئيسي هذا العام يتعلق بإهمال صيانة المحطات وكابلات التوزيع، أكثر من مشكلات إمدادات الوقود التي كانت سائدة في الأعوام الماضية.
ولفت إلى أن وزارة الكهرباء لم تخصص الميزانيات اللازمة للصيانة في الشتاء، رغم علمها بأن المشكلة موسمية ومتكررة.
اقرأ أيضا
ابتداءً من الشهر المقبل.. زيادة على فواتير الكهرباء وهذه هي الأسعار
أزمة كهرباء الجيزة
وشهدت محافظة الجيزة أزمة مزدوجة في الكهرباء والمياه، إذ أدى احتراق كابل الكهرباء الرئيسي المغذي لمحطة المياه إلى توقفها جزئيًا. بجانب انقطاع التيار عن مناطق مأهولة مثل الحوامدية وبولاق وكفر الجبل.
ورغم إعلان الوزارة إصلاح العطل، خرج الكابل مجددًا عن الخدمة. ما تسبب في انقطاع استمر أربعة أيام عن مناطق الهرم وفيصل والعمرانية والجيزة وأبو النمرس.
وبقيت المحطة تعمل بكابلين فقط، في انتظار استكمال مد مصدر تغذية ثالث عبر مسار معقد يمر أسفل مترو الأنفاق وخطوط السكك الحديدية. وهو مشروع لن يكتمل قبل أسابيع، وفق بيان رسمي.