بعد فتح بوابات تاكيزي.. القاهرة تتحرك لحماية أمنها المائي

تدفقات مفاجئة من سد تاكيزي ترفع منسوب نهر عطبرة
شهد نهر عطبرة ارتفاعًا كبيرًا في منسوبه هذا الأسبوع، بعد فتح بوابات سد تاكيزي الإثيوبي بالكامل. ويعود ذلك إلى ارتفاع معدلات الأمطار في منطقة حوض نهر عطبرة.
لذلك، رفعت السلطات السودانية المضخات بمحطات مياه الشرب إلى أقصى مستوى. تحسبًا لأي فيضانات أو طوارئ محتملة.
مصر تتحرك دبلوماسيًا في أوغندا لتعزيز موقفها
في ظل التصعيد المرتبط بمياه النيل، جاءت زيارة رئيس أوغندا إلى القاهرة كجزء من تحرك مصري واضح. الهدف: تثبيت موقف كمبالا إلى جانب القاهرة، في مواجهة محاولات إثيوبية مستمرة لكسب دعم دول حوض النيل.
الزيارة شملت نقاشات موسعة حول المياه والطاقة، في وقت تعمل فيه مصر على توسيع علاقاتها مع دول المنبع، عبر مشاريع تنموية ملموسة.
إثيوبيا تحاول كسب أوغندا بوعود الكهرباء
في المقابل، تكثف إثيوبيا جهودها لتقديم سد النهضة كمصدر موثوق للطاقة. وتسعى لتصدير الكهرباء إلى دول الجوار. وفي مقدمتها أوغندا، كجزء من استراتيجية أوسع لتوسيع نفوذها في شرق إفريقيا.
وبينما تؤكد أديس أبابا أن السد لن يضر بدول المصب، تبقى المخاوف قائمة في القاهرة والخرطوم.
القاهرة تقدم بدائل تنموية لبناء تحالفات
من جانبها، قدمت مصر مجموعة من العروض التنموية لأوغندا، شملت:
- دعم سد “أنغولولو” متعدد الأغراض
- تطوير أنظمة الري ومياه الشرب
- تدريب الكوادر الأوغندية
- توفير تمويلات ميسّرة لمشاريع البنية التحتية
برلمانيون مصريون أكدوا أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية شاملة لحماية الأمن المائي المصري. وتعزيز الحضور الإقليمي في دول المنبع.
الأمن المائي: أولوية استراتيجية لمصر
تركز السياسة الخارجية المصرية في إفريقيا حاليًا على الأمن المائي كأولوية وطنية. وبلغ حجم الاستثمارات المصرية في دول حوض النيل الجنوبي أكثر من 100 مليون دولار.
شملت هذه الاستثمارات:
- حفر آبار مياه جوفية
- إنشاء محطات تعمل بالطاقة الشمسية
- بناء سدود صغيرة
- دورات تدريبية متخصصة في إدارة الموارد المائية
سد النهضة: ملف مفتوح ومخاوف مستمرة
رغم التصريحات الإثيوبية التي تسعى لطمأنة دول المصب، لا تزال أزمة سد النهضة قائمة. لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
مصر والسودان يتمسكان بحقوقهما التاريخية في مياه النيل|. بينما تواصل إثيوبيا خطواتها باعتبار السد مشروعًا سياديًا.
ومع سعة تخزينية تبلغ 74 مليار متر مكعب، تزداد المخاوف من تأثيرات سلبية على حصة مصر من المياه. خاصة في ظل اعتمادها شبه الكامل على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه.