ترجماتمحلي

الجيش يحشد 40 ألف جندي في سيناء وسط توتر مع إسرائيل

كشفت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية، نقلًا عن مصدر عسكري رفيع. أنّ الجيش المصري رفع حالة الاستنفار إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات. ودفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى شبه جزيرة سيناء قوامها نحو 40 ألف جندي. أي ضعف العدد المسموح به وفق معاهدة السلام مع إسرائيل.

وأكد المصدر أنّ إسرائيل تسعى إلى تفكيك حركة حماس في غزة وإجبار أعداد كبيرة من الفلسطينيين على الخروج، وهو ما ترفضه القاهرة. وأوضح أنّ القوات المصرية انتشرت في مناطق مختلفة من شمال سيناء، بما في ذلك “المنطقة ج” الملاصقة لقطاع غزة.

ووفق التقرير، فإن التعبئة جاءت بأوامر مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وشملت نشر قوات في مختلف مناطق سيناء، بما فيها المنطقة “ج” الملاصقة لقطاع غزة. كما ضمت التعزيزات آليات مدرعة ومنظومات دفاع جوي ودبابات M60.

القاهرة، التي أخطرت تل أبيب بهذه التعزيزات، واجهت اعتراضًا إسرائيليًا. لكنها شددت على أنّ أي اعتداء على أراضيها سيُواجَه برد حازم.

ويأتي هذا التصعيد وسط مخاوف من أنّ الخطة الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة قد تؤدي إلى تهجير جماعي للفلسطينيين نحو رفح، وهو ما تعتبره مصر “خطًا أحمر”.

وفي السياق نفسه، صرّح محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور أنّ أي محاولة للاقتراب من الحدود ستواجَه بـ”رد غير متوقع”. في وقت تتزايد فيه التقديرات باحتمال اندلاع مواجهة مصرية إسرائيلية إذا مضت تل أبيب في مخططها لاحتلال كامل غزة ودفع سكانها نحو مصر.

كما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتراجع عن مساعيه لإقناع القاهرة بقبول خطة تهجير الفلسطينيين من القطاع. مقابل تقديم مساعدات لحل أزمة مياه النيل العالقة بين مصر وإثيوبيا على خلفية سد النهضة. وهو ما تنظر إليه القاهرة بعين الشك والرفض.

تصاعد التوتر مع إسرائيل

يرى محللون أنّ الأيام المقبلة ستختبر قدرة مصر أمنيًا ودبلوماسيًا على إدارة الأزمة دون الإضرار بمصالحها الاستراتيجية. خاصة مع تصاعد الحديث عن عملية عسكرية إسرائيلية واسعة قد تدفع الفلسطينيين إلى النزوح الجماعي خارج القطاع.

ورغم التوتر السياسي، حافظت مصر وإسرائيل منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979 على علاقات وثيقة في مجالات الأمن والاقتصاد. فقد توسع التعاون في استيراد الغاز الإسرائيلي وإعادة تصديره لأوروبا، إلى جانب اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ).

لكن العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، أدخل العلاقات الثنائية في أدنى مستوياتها منذ عقود. وترى القاهرة أنّ الحملة الإسرائيلية تهدد استقرار الحدود، وتعرقل جهود الوساطة، وتمثل خطرًا على متانة معاهدة السلام نفسها.

ومن أبرز نقاط الخلاف سيطرة إسرائيل على “ممر فيلادلفيا”، وهو شريط ضيق على الحدود بين مصر وغزة استولت عليه في مايو 2024. وتؤكد القاهرة أنّ هذه الخطوة تنتهك المعاهدة، بينما تزعم إسرائيل أنها ضرورية لمنع تهريب السلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى