اقتصادتقارير

حياة بالقروض

"حياة بالقروض".. المصريون بين مصاريف المدارس والمصايف

وسط ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية، أصبح اللجوء إلى القروض خيارا أساسيا أمام ملايين المصريين لمواجهة متطلبات الحياة اليومية، بدءا من المصروفات الدراسية وحتى موسم المصايف.

قروض التعليم.. دعم أم عبء جديد

مع اقتراب موسم المدارس، أعلن بنك ناصر الاجتماعي عن طرح برنامج لتمويل المصروفات الدراسية:

  • تصل قيمة القرض إلى 50 ألف جنيه كحد أقصى.
  • السداد على 10 أشهر إذا كان يغطي سنة دراسية واحدة.
  • أو على 3 سنوات إذا كان يمول مرحلة تعليمية كاملة.

الهدف المعلن هو دعم أولياء الأمور وتسهيل إتاحة التعليم لجميع المراحل، لكن في ظل أسعار الفائدة المرتفعة، يخشى البعض أن تتحول هذه التسهيلات إلى عبء إضافي.

قروض المصايف.. ترفيه بالدّين

تزامنا مع موسم الصيف، تتنافس البنوك المصرية على طرح قروض موجهة لرحلات السفر والمصايف:

  • قيمة القرض قد تصل إلى 9 ملايين جنيه.
  • فترة السداد تمتد حتى 10 سنوات.
  • الفائدة تتجاوز 26%، وترتفع إلى 33% ببعض البنوك الحكومية مع إضافة 3% مصروفات إدارية.

بينما يشكك البعض في جدوى الاقتراض للترفيه، خاصة في ظل تغريدات ساخرة على منصات التواصل الاجتماعي تساءلت: “هو المصيف بقى بـ100 ألف؟”

رفاهية للأغنياء.. أعباء للفقراء

في منتجعات مثل الساحل الشمالي، تصل تكلفة الليلة الواحدة ببعض الفنادق إلى 2000 دولار.

في المقابل، يلجأ المواطن العادي إلى القروض لتغطية هذه التكاليف الباهظة.

المفارقة أن 35 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر وفق بيانات حكومية.

دخل لا يغطي الفقر

حسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء:

  • متوسط الأجر اليومي للعاملين بالربع الأول من 2025 بلغ 208 جنيها (أي نحو 5403 جنيه شهريا).
  • هذا المتوسط أقل من خط الفقر العالمي المحدد من البنك الدولي بـ 3.65 دولار يوميا، أي ما يعادل 5414 جنيه شهريا.

إعلاميون مثل أحمد موسى أشاروا إلى أن “الناس تعبت ومش عارفين يعملوا إيه”.

بينما السيسي في خطاب سابق عام 2022 قال: “لازم تكونوا متأكدين إن ربنا معانا”، مؤكدا على الصمود رغم الظروف.

بين قروض المدارس والمصايف، يعيش المصريون واقعا صعبا تحكمه ضغوط اقتصادية غير مسبوقة، جعلت حتى أبسط احتياجاتهم اليومية مشروطة بالحصول على قروض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى