
تواجه وزارة الخارجية المصرية الممثلة في الوزير بدر عبد العاطي أزمة وفضيحة دبلوماسية متصاعدة. بعد سلسلة من الحوادث المثيرة للجدل أمام سفارات مصر في عدة عواصم أوروبية. وسط اتهامات بتورط “مواطنين شرفاء” وموظفين دبلوماسيين في أعمال عنف واعتداءات على متظاهرين.
وبحسب ما جاء في التسريب الأخير، فإن هذه التحركات استجابة لتوجيهات وزير الخارجية بدر عبد العاطي. الذي دعا إلى التعامل “بشدة” مع المحتجين أمام البعثات المصرية.
في القاهرة، نظم عدد من المواطنين وقفة أمام سفارة هولندا احتجاجًا على إغلاقها من قبل معارضين لموقف مصر من حصار غزة، من دون تدخل أمني. وأعلنت الخارجية المصرية أنّ وزيرة خارجية هولندا أعربت عن أسفها للحادث. إلا أن الصفحات الرسمية الهولندية لم تنشر أي اعتذار رسمي.
كما دفعت الوزارة بمجموعات من “المواطنين الشرفاء” للتواجد أمام سفارة مصر في هولندا. بدعوى حمايتها من التظاهرات، حيث توعد هؤلاء المتظاهرين بالعنف والاعتداء الجسدي.
أزمة دبلوماسية مع النرويج
الأزمة بلغت ذروتها في العاصمة النرويجية أوسلو، بعدما أقدم موظفون في السفارة المصرية على الاعتداء على محتجين أجانب أمام مبنى البعثة. وقاموا بسحب أحد الناشطين بالقوة إلى داخل السفارة واحتجازه، في واقعة وُصفت بأنها “خطيرة دبلوماسيًا”.
الحادثة، التي وثقتها مقاطع فيديو، أثارت ردود فعل واسعة وأدت إلى أزمة مع الحكومة النرويجية. حيث اعتبرت الخارجية النرويجية ما حدث “عملًا دبلوماسيًا عنيفًا ومحاولة اختطاف”. وقال متحدث باسم الوزارة لهيئة الإذاعة النرويجية: “نتوقع من الدبلوماسيين الأجانب الالتزام بالقانون النرويجي أثناء وجودهم هنا”.
كما تدخل جهاز استخبارات الشرطة النرويجي (PST) لمتابعة تفاصيل الواقعة والتحقيق في ملابساتها، وسط تكهنات بأن القضية قد تتطور إلى أزمة دبلوماسية مفتوحة، خاصة إذا تبيّن أن الموظفين الذين ظهروا في الفيديو لا يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية. ففي هذه الحالة، قد يواجهون تهماً جنائية تتعلق بـ”الاعتداء” و”الاختطاف”، ما يعرضهم للمحاكمة أمام القضاء النرويجي.
أما إذا ثبت تمتعهم بالحصانة الدبلوماسية، فإن أقصى إجراء قد تلجأ إليه السلطات النرويجية هو طردهم وإعلانهم أشخاصاً غير مرغوب بهم، وهو ما سيشكل صفعة قوية للعلاقات الثنائية.
هذه التطورات تضع الدبلوماسية المصرية أمام اختبار صعب، وسط انتقادات حادة حول أسلوب إدارة وزارة الخارجية للأزمة، وما قد يترتب عليها من تداعيات على علاقات القاهرة بعدد من العواصم الأوروبية.