
شهدت حديقة الحيوان بالجيزة واحدة من أكبر الفضائح في تاريخها، بعد أن كشفت لجنة رسمية عن وقائع صادمة تتعلق بوفاة واختفاء عشرات الحيوانات خلال أعمال التطوير الجارية.
كارثة مدوية
مع بداية أعمال التطوير، تحوّلت الحديقة إلى مسرح لفوضى كبيرة. اللجنة الرسمية التي دخلت المكان فوجئت بوجود بقايا جثث حيوانات في المحرقة، و”جلود محفوظة داخل ثلاجات”، بينما اختفى بشكل كامل 16 أسدا و6 نمور دون أثر.
أحد المتخصصين أكد وفاة شمبانزي بـ”سكتة قلبية” عقب دخول الجرافات، فيما برر مسؤولون أن بعض الحيوانات كانت “كبيرة في السن أو مصابة بأمراض خطيرة”، غير أن نشطاء بيئيين رفضوا هذه الرواية، مشيرين إلى أن معظم الحيوانات كانت بصحة جيدة.
تجارة الجلود
مصادر من داخل الحديقة تحدثت عن سلخ جلود الحيوانات النافقة وبيعها بأسعار باهظة، وهو ما أثار صدمة واسعة. وأظهرت مستندات رسمية نقل بعض الحيوانات لحدائق إقليمية، لكن اللافت أن الأسود والنمور لم ترد في أي قوائم رسمية. على إثر ذلك، فتحت النيابة العامة تحقيقاً عاجلاً وأقالت رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان.
استثمار أجنبي مثير للجدل
القضية ارتبطت مباشرة بملف تطوير الحديقة الذي كان قد وجّه به الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2021، قبل أن يعود في 2022 لينتقد تردي أوضاعها. حاليا، يتولى التطوير تحالف يضم 3 شركات مصرية وشركتين أجنبيتين، بينها شركة Worldwide Zoo Consultants الإماراتية، التي يمنحها عقد التطوير حق التصرف في الحيوانات باعتبارها “ملكية مؤقتة” للمستثمر الأجنبي، على أن تعود للدولة بعد 25 عاما أو بقيمتها المالية.
تساؤلات مفتوحة
الفضيحة طرحت تساؤلات كبيرة حول مصير الحيوانات، ومدى قانونية منح مستثمر أجنبي حق السيطرة عليها. فيما اعتبرت ناشطات مثل دينا ذو الفقار أن “المحرقة شغالة من يوم بدأ التطوير”، مشيرة إلى أن القضية لم تعد تطوير حديقة بقدر ما أصبحت “جريمة بحق التراث والحياة البرية في مصر”.