عربي ودولي

تقرير إسرائيلي: آلاف الجنود الإسرائيليين تركوا الخدمة بسبب صدمات نفسية من حرب غزة

مع بدء الحرب البرية على غزة، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تحقيق مطوّل لها عن ترك آلاف الجنود الإسرائيليين للخدمة العسكرية أو أعفوا منها، بسبب الصدمات النفسية الناتجة عن الحرب.

التحقيق الذي استغرق أشهرا ووثق شهادات الجنود ومصادر في إدارة الموارد البشرية وأجهزة الصحة النفسية. بين بالأدلة تناقضًا مع مزاعم القيادة العسكرية بشأن السيطرة على تبعات الحرب على الجنود.

قتل المدنيين بدم بارد

ونقلت الصحيفة عن جندي يدعى “يوني” من لواء ناحال، قوله إنه في أحد الأيام أطلق وابلًا من الرصاص تجاه أفراد ظنّ زميله أنهم من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، لكنه “تبين أنه يطلق النار على امرأة وطفليها البالغين من ثماني إلى عشر سنوات”، مضيفًا “كان الدم يملأ المكان”، مردفًا “رد الضباط كان باردًا وقالوا: لقد دخلوا المنطقة المحرمة. إنه خطؤهم. هكذا هي الحرب”.

أما “بيني” القناص في لواء ناحال، فوصَف كيف صار يرى ضحاياه عبر منظار البندقية، وذكر أنه أطلق “خمسين إلى ستين رصاصة في اليوم” وأنه يعاني تبعات عاطفية وجسدية بالغة تشمل التبول الليلي والكوابيس، ويقول “لا أثق في القادة ولا في الحكومة”.

تسريح آلاف الجنود

ونقلت هآرتس عن مصادر قالت إنها في إدارة الموارد البشرية اعترافًا بأن “آلاف الجنود سرّحوا من الخدمة النظامية. أو أُعفوا بسبب تدهور صحتهم العقلية”، في حين يرى ضباط آخرون أن من يعاني اضطرابات نفسية. أكثر بكثير مما تعلنه المؤسسة العسكرية، حسب الصحيفة.

وفي السياق ذاته، تحدث رئيس إدارة الصحة العقلية في الجيش أمام الكنيست في يوليو عن إعفاء 1135 جنديًا. من القوات النظامية والاحتياط من الخدمة بعد تشخيص أعراض ما بعد الصدمة. لكن هآرتس تقول إن هذا الرقم “غير مكتمل” لأنه يشمل من شُخّص أثناء الخدمة فقط، ولا يتضمن من شُخّصوا بعد التسريح.

اقرأ المزيد
في اليوم الثاني للهجوم البري.. جيش الاحتلال يرتكب مجازر جديدة واستمرار حركة النزوح

زيادة في حالات الانتحار

كما وثّقت الصحيفة محاولات انتحار بينهم ست محاولات خلال العام الماضي وحده، انتهت بتسريح الجنود،. فيما يرفض جيش الاحتلال إعلان العدد الحقيقي لمحاولات الانتحار، وفق تحقيق هآرتس. مبينة أنها طلبت بيانات من وزارة الدفاع قبل ثلاثة أشهر، لكنها تؤخر الرد بحجة حاجتها لجمع معلومات من أجهزة مختلفة.

والشهر الماضي، أشارت دراسة للجامعة العبرية إلى تزايد حالة السخط بين جنود الاحتياط من توسيع العملية العسكرية في غزة. وأظهرت أن نحو 26% ممن يخدمون حاليًا قالوا إن دوافعهم انخفضت بشكل كبير. وقال 10% آخرون إن دوافعهم انخفضت قليلًا، فيما عبر 47% عن مشاعر سلبية تجاه الحكومة وطريقة إدارة الصراع والملف المتعلق بالمحتجزين لدى حماس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى