تقرير إسرائيلي: خطابات الحماسة بالقمة العربية لم توقف التنسيق الأمني

بين ضجيج القمم العلنية واستمرار التنسيق الأمني خلف الكواليس، تبدو علاقة بعض الدول العربية مع إسرائيل متناقضة، في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة ضد الفلسطينيين وتمتد تداعياتها إلى دول أخرى كان آخرها قطر.
ففي تقرير تحت عنوان “هل تحققت المخاوف؟”، أفاد تقرير لهيئة البث الإسرائيلية “كان 11” بأن العلاقات الثنائية بين إسرائيل وكل من مصر والأردن والإمارات لم تتضرر جراء الحادثة في قطر، مشيراً إلى أن التنسيق الأمني لا سيما مع الأردن ومصر — ما زال جارياً بكامل طاقته.
علاقة أمنية مستمرة
التقرير الإسرائيلي نقل عن مسؤول كبير قوله إن جامعة الدول العربية، تدرك تماماً أن أي تأثير فاعل على الأوضاع في قطاع غزة. أو أي دور استراتيجي في المنطقة، يتطلب الحفاظ على العلاقة الأمنية والاستراتيجية مع إسرائيل. حتى في ظل التصريحات العلنية المنددة.
لا تحرك جماعي
كما لفت التقرير إلى أن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي تم عقدها في الدوحة رداً على الضربة الإسرائيلية. رغم الخطابات الحماسية والإدانات القوية، لم تسفر عن تحرك جماعي ملموس، بل كشفت عن تفاقم الخلافات بين الدول الأعضاء.
فبينما شنت إيران هجوماً لاذعاً على إسرائيل، ترددت دول أخرى — خاصة تلك المرتبطة باتفاقيات “إبراهام” مثل الإمارات والبحرين. في اتخاذ خطوات عملية أو تصعيدية، وهو ما أثار إحباطاً واضحاً لدى بعض المشاركين.
اقرأ أيضا
إسرائيل تعلن استكمال احتلال غزة وإخلاء سكانها بحلول 6 أكتوبر
التصريحات لن تحرر فلسطين
واستشهد التقرير بكلمة رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، عبّر بصراحة عن خيبة الأمل، قائلاً: “الكلمات لن تنهي العنف. والتصريحات لن تحرر فلسطين. يجب اتخاذ إجراءات عقابية ملموسة”.
كما أشار إلى البيان الختامي للقمة الذي اقتصر على دعوة غامضة للدول الأعضاء لـ”اتخاذ جميع الإجراءات القانونية. والفعالة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني”، وهو ما اعتُبر ضعيفاً وغير كافٍ حتى من قبل الجمهور العربي. الذي وصف القمة عبر منصات التواصل الاجتماعي بأنها “مثيرة للشفقة” و”فرصة ضائعة”.
وبالتالي، فإن التقرير الإسرائيلي يخلص إلى أن الخطاب السياسي العلني لا يعكس بالضرورة واقع العلاقات الأمنية والدبلوماسية. وأن الدول العربية التي تربطها مصالح استراتيجية بإسرائيل — خصوصاً في ملفات الأمن والاستقرار الإقليمي — .ما زالت تحافظ على قنوات التواصل مفتوحة، بل ونشطة، رغم الضغوط الشعبية والرسمية.