تحالف سعودي باكستاني... أين تقف مصر وسط العاصفة الخليجية؟

شهدت الساحة الإقليمية تطورًا استراتيجيا بارزا. بعد إعلان السعودية وباكستان توقيع اتفاقية دفاع مشتركة.
الاتفاق الذي جاء عقب الضربة الإسرائيلية على الدوحة، يطرح تساؤلات حول مستقبل الأمن الخليجي. ودور مصر، الحليف التقليدي للمملكة.
السعودية توقع اتفاق دفاع مشترك مع باكستان
الرياض وإسلام آباد وقعتا اتفاقية دفاعية تُعزز التعاون العسكري بين البلدين. ونصّت بنودها على أن كل اعتداء على أحد الطرفين يُعد اعتداءً على الآخر.
الصياغة تحمل طابعا دفاعيا مُلزما يتجاوز التعاون التقليدي في التدريب أو تبادل الخبرات.
وأكدت مصادر مطلعة أن الاتفاق يهدف إلى تعزيز الردع المشترك. وإدخال باكستان بما تمتلكه من قدرات عسكرية نووية إلى قلب المعادلة الأمنية في الخليج. في ظل تزايد التحديات التي تواجه المنطقة.
ترسانة نووية باكستانية تدخل الخليج كلاعب جديد
باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك سلاحا نوويا، رغم عدم إعلانها رسميًا عن حجم ترسانتها.
ويحتل الجيش الباكستاني المرتبة السادسة عالميا من حيث عدد الجنود، ما يمنح الاتفاقية مع السعودية وزنا استراتيجيا كبيرا.
مراقبون يرون أن هذه الخطوة تُشكل تحولا لافتا في السياسة الدفاعية الخليجية. خاصة في ظل الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل. وغياب أي ضمانات دولية لحماية دول المنطقة.
السعودية بعد الضربة الإسرائيلية للدوحة
جاء توقيع الاتفاق في وقت تعيش فيه السعودية لحظة فارقة. خصوصا بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة. ما دفع الرياض إلى إعادة النظر في منظومتها الدفاعية.
ويرى محللون أن المملكة وجدت نفسها “أمام العاصفة”، في ظل تزايد التهديدات الإقليمية، فلجأت إلى التحالف مع باكستان النووية. كخيار سريع وموثوق لتأمين نفسها بعيدا عن الضمانات الغربية التي أثبتت محدوديتها.
علاقات تاريخية بين باكستان وأمريكا
ترتبط الولايات المتحدة بعلاقات تاريخية مع باكستان، حيث غضّت واشنطن الطرف عن امتلاك إسلام آباد للسلاح النووي خلال الحرب الباردة.
وخلال غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان عام 1979. شكّلت أمريكا وباكستان حلفًا استراتيجيًا لمواجهة النفوذ السوفيتي في المنطقة. وهو ما يفسر القبول الأمريكي الضمني اليوم بالدور الباكستاني الجديد في الخليج.
أين مصر من المعادلة الجديدة؟
تطرح هذه التطورات تساؤلات حول غياب مصر عن هذا التحالف، خاصة وأنها كانت تاريخيا الحارس الأول للخليج.
ويشير محللون إلى أن تراجع الدور الإقليمي للقاهرة يعود إلى أزماتها الاقتصادية والسياسية، ما دفع السعودية إلى البحث عن بدائل أكثر سرعة وموثوقية مثل باكستان.
ورغم أن مصر تواجه تهديدات مباشرة من إسرائيل، بما في ذلك احتمالية المساس باتفاقية “كامب ديفيد”، فإنها لم تتجه إلى خيار التحالف الدفاعي الملزم، في وقت تتزايد فيه المخاطر على أمنها القومي.