تقاريرمحلي

من “العوار” إلى “الاختيار”.. تصريحات السيسي تفتح نقاشا واسعا حول الإصلاح الحقيقي في مصر!

أثارت تصريحات السيسي الأخيرة حول مفهوم الإصلاح وبناء مؤسسات الدولة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. بعدما قال خلال حديثه في 8 أكتوبر 2025. إن “المشروع مبني على إنك إنت تصوب العوار الموجود فينا، مش في رئيس ومش في حكومة، في البني آدمين”.

وجاءت تصريحات السيسي ضمن حديثه عن تأهيل الكوادر الجديدة في مؤسسات الدولة. مشيرا إلى أن الإصلاح يتطلب “ضخ دماء جديدة في الجيش والشرطة والقضاء والتعليم”. وأن الدولة تعمل على إعداد برنامج تدريبي موحد لمدة 6 أشهر لجميع المعينين الجدد في الوزارات، يبدأ من الصباح حتى المساء، بهدف تأهيلهم فكريا ومهاريا قبل ممارسة مهامهم الوظيفية.

وأضاف السيسي أن الإصلاح الحقيقي لا يقتصر على الهياكل الإدارية فقط. بل يمتد إلى بناء الشخصية المصرية منذ مراحل التعليم الجامعي. قائلا: “الإصلاح اللي أنا هعمله بأن أنا أبني شخصيات وبشر في كلية الطب وفي كلية الهندسة”.

أثارت هذه التصريحات موجة واسعة من النقاش على مواقع التواصل، حيث اعتبرها البعض محاولة لإلقاء اللوم على المواطن بدلا من إصلاح منظومات الدولة، بينما رأى آخرون أنها دعوة لتغيير ثقافة المجتمع من الداخل.

مواقف الخبراء والمحللين

عدد من الخبراء رأوا في حديث الرئيس اختزالا لمفهوم الإصلاح.
قال المراقب عصام لالا: “أصابتني صدمة حقيقية حين أدركت أن الإصلاح تم اختزاله في برامج تدريبية، كنت أتوقع أن يشمل التحول الرقمي والتعليم بالذكاء الاصطناعي مثلًا.”

أما السياسي ممدوح حمزة فعلق قائلا: “الاحتمال الأكبر أن العوار في الاختيار، مش في الناس.”

ومن جانبه قال المحامي طارق العوضي، عضو لجنة العفو الرئاسي: “عذرا سيادة الرئيس، مصر ليست مشروعا جديدا قيد التأسيس، بل أقدم دولة عرفها التاريخ.”

تأتي هذه التصريحات استكمالا لرؤية السيسي التي تحدث عنها مرارا منذ عام 2015. عندما قال إن “نصوصا وأفكارا تم تقديسها عبر مئات السنين، وأصبح الخروج عليها صعبا جدا”. في إشارة إلى صعوبة تغيير أنماط التفكير والسلوك المجتمعي.

يبدو أن الجدل الدائر اليوم بين من يرى أن الإصلاح يبدأ من الفرد ومن يطالب بأن يبدأ من النظام والمؤسسات، يعيد فتح ملف الإصلاح الإداري والفكري في مصر من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى