تقاريرعربي ودولي

بعد النيبال.. جيل “زد” يطيح برئيس مدغشقر

تسببت الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت قبل أسابيع في مدغشقر في هروب رئيس البلاد إلى مكان غير معلوم، وسط تكهنات بانتقاله إلى الخارج.

وقال زعيم المعارضة سيتيني راندرياناسولونيايكو في مدغشقر إن الرئيس غادر البلاد أمس الأحد، بعد أن قررت وحدات من الجيش الانضمام إلى المتظاهرين ورفضت استخدام القوة ضدهم، ما تركه معزولًا سياسيًا على نحو متزايد.

بمساعدة فرنسية

وفي السياق، اكد مصدر عسكري بأن الرئيس راجولينا غادر على متن طائرة تابعة للجيش الفرنسي، بعد اتفاق أبرمه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن طائرة من طراز “كازا” هبطت في مطار سانت ماري، ثم تم نقل راجولينا بواسطة مروحية على متن الطائرة، مغادرًا الأراضي الوطنية دون وقوع اشتباكات كبيرة.

الرئيس يرد

من جانبه، قال رئيس مدغشقر أندري راجولينا إنه في “مكان آمن” بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال، في حين تشهد البلاد منذ أسابيع تظاهرات مناهضة للحكومة، وذلك في أول كلمة له منذ انضمام عسكريين للمحتجين في نهاية الأسبوع.

وفي خطاب مباشر وجّهه عبر فيسبوك لم يكشف فيه مكان تواجده، قال الرئيس البالغ 51 عاما: “اضطررت لإيجاد مكان آمن لحماية حياتي اليوم. في كل ما يجري، لم أتوقف يوما عن البحث عن حلول”، وحضّ على “احترام الدستور”، رافضا تلبية دعوات تطالبه بالتنحي.

احتجاجات مدغشقر

واندلعت الاحتجاجات في 25 سبتمبر، في أعقاب أزمة حادة في إمدادات المياه والكهرباء. لكنها سرعان ما تحولت إلى انتفاضة أوسع نطاقًا ضد الفساد وسوء الإدارة ونقص الخدمات الأساسية. وتوسعت الحركة تحت شعار الجيل “زد”، الذي يضم الشباب الباحثين عن فرص وحياة أفضل، مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة.

وأثرت الاحتجاجات على العاصمة بالكامل، حيث شهدت الساحة الرئيسية في تناناريف تجمعات ضخمة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في بعض المناطق. بينما انضمت وحدة “كابسات” العسكرية، التي لعبت دورا رئيسيا في انقلاب 2009. الذي أوصل راجولينا إلى السلطة، السبت، أنها “سترفض أوامر إطلاق النار” على المتظاهرين، ما شكل نقطة تحول حاسمة في الأزمة.

اقرأ أيضا
من هي أول رئيسة وزراء لنيبال بعد احتجاجات واسعة أطاحت بالحكومة

بعد النيبال

وجاءت احتجاجات مدغشقر بعد نحو شهر من مظاهرات واسعة شهدتها دولة النيبال. وقادها جيل “زد” أيضا احتجاجا على الفقر المدقع الذي يطال غالب الشعب، وانتشار المحسوبية والفساد.

من هم جيل “زد”

يشير مصطلح “الجيل زد” إلى الأفراد المولودين ما بين منتصف تسعينيات القرن الـ20 وبداية العقد الثاني من القرن الـ21.
ووفقا لمركز بيو للأبحاث، تُحدد هذه الفترة عادة بين عامي 1997 و2012، وهي مرحلة زمنية تميّزت بالانتشار الواسع للهواتف الذكية. وبروز وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت جزءا أساسيا من الحياة اليومية.

وما يميّز “الجيل زد” تحديدا هو أنه أول جيل يُصنّف على أنه “رقمي أصلي” (Digital Native)، إذ لم يعرف عالم ما قبل الإنترنت. بل وُلد وسط بيئة تقنية متسارعة غيّرت أنماط التعليم والعمل والتواصل الاجتماعي بشكل جذري.

زر الذهاب إلى الأعلى