الفضة تتفوّق على الذهب في مصر: ارتفاع قياسي يتجاوز 80% خلال 10 أشهر

تشهد الأسواق المصرية طفرة غير مسبوقة في أسعار الفضة خلال شهر أكتوبر 2025. بعدما تجاوزت وتيرة صعودها ارتفاع الذهب للمرة الأولى منذ عقود. مدفوعة بتراجع الدولار وزيادة الطلب الصناعي والاستثماري، في ظل انخفاض الإنتاج العالمي من المناجم وتوجه المصريين إلى المعدن الأبيض كبديل استثماري مربح ومنخفض التكلفة.
وبحسب بيانات شعبة المعادن الثمينة بالاتحاد العام للغرف التجارية، بلغ سعر غرام الفضة النقية نحو 93 جنيهاً للشراء و95 جنيها للبيع. مقارنة بـ51 جنيها مطلع العام. ما يعني زيادة تقارب 80% خلال عشرة أشهر. وهي نسبة تفوق ارتفاع الذهب الذي تراوح بين 35 و40% في الفترة نفسها.
الفضة عالميا
عالميا، ارتفع سعر أونصة الفضة في بورصة لندن إلى 52 دولارا مقابل أقل من 29 دولارا في يناير الماضي. نتيجة نقص المعروض من المناجم الكبرى في أميركا اللاتينية وارتفاع الطلب من قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات الدقيقة.
ويرى خبراء المعادن أن تراجع الدولار عالميا وتوقعات خفض الفائدة في الولايات المتحدة مطلع 2026. شكّلا دافعا قويا لتحوّل المستثمرين نحو الملاذات الآمنة كالذهب والفضة.
ويقول جورج ميشيل، رئيس نقابة الصاغة بالقاهرة. إن الفضة باتت تجمع بين خصائص الاستثمار الصناعي والمضاربة المالية، ما يجعلها أكثر حساسية لتقلبات الأسواق. مضيفا أنها استعادت مكانتها في مصر كخيار استثماري، وليس مجرد حُليّ نسائية.
منافصة على الشراء في القاهرة
وفي القاهرة، يتنافس تجار الصاغة على بيع سبائك فضية بأوزان تبدأ من 10 إلى 1000 غرام مختومة من مصلحة الدمغة والموازين. إلى جانب منتجات محلية وسويسرية وإيطالية. ويتوقع محللون أن تصل أونصة الفضة إلى 100 دولار خلال فترة قصيرة، في حال استمرار الاتجاه الصعودي عالميا.
كما شهدت الأسواق المصرية زيادة كبيرة في الإقبال الشعبي، خاصة بين الشباب والمستثمرين الصغار. إذ يمكن شراء سبيكة فضة وزن 20 جراما بنحو 1800 جنيه فقط، مقابل أكثر من 10 آلاف جنيه للذهب، ما جعل الفضة “استثمار الفقراء” كما يصفها البعض.
وتشير إلى ارتفاع الطلب على العملات الفضية القديمة التي أعادت مصلحة الدمغة إنتاجها. ومنها عملات تذكارية لقناة السويس والسد العالي وانتصارات أكتوبر، والتي تجاوزت أسعار بعضها 20 ألف جنيه.
ويقول محمد السيد، أحد هواة جمع العملات، إن الفضة تحولت إلى وسيلة ادخار فعالة. إذ حققت مكاسب تقارب 78% خلال أقل من عام، ما جذب فئات جديدة من المصريين للمضاربة بها وتخزينها في المنازل.
ويرى محللون أن هذا الاتجاه يعكس تراجع الثقة في الجنيه وتنامي البحث عن أدوات تحافظ على القيمة في ظل التضخم. مشيرين إلى أن الفضة أصبحت “نجم 2025” في سوق المعادن النفيسة، بعدما خرجت من ظل الذهب لتثبت أنها استثمار واعد ومستقل بذاته.