
أثارت دعوة عبد الفتاح السيسي لحمع التبرعات من أجل المساهمة في جهود إعادة إعمار قطاع غزة جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية والسياسية. وذلك بعد تصريحاته خلال كلمته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى حرب السادس من أكتوبر.
السيسي أوضح أنه كلّف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بالتنسيق مع الجهات المعنية، لإنشاء آلية وطنية تتولى جمع تبرعات المواطنين لتمويل عملية الإعمار. كما أعلن عن استضافة مصر مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار القطاع، بهدف حشد الدعم الدولي وتوفير التمويل اللازم.
تشكيك واعتراض
كلمات مثل “كلف” و”آلية” و”تمويل” تتسم بهالة من الغموض المثير للقلق لدى البسطاء. الحس الفطري يخبرهم أن إجراء ما جاري الإعداد له لسن ضريبة أو تحصيل فاتورة. وكلاهما أمر مثير للقلق، لا سيما في ظل ظروف اقتصادية أقل ما يمكن أن توصف به هو “بالغة الصعوبة”.
دعوة السيسي قوبلت بتشكيك واعتراض من جانب عدد من المواطنين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. الذين رأى بعضهم أن الدولة قد تلجأ لتحصيل الأموال بصورة إجبارية من المواطنين، سواء عبر الاستقطاع من الأجور أو الضغط المعنوي بحجة “الواجب الوطني”.
في المقابل، عبّر آخرون عن مخاوفهم بشأن مصداقية إيصال التبرعات إلى مستحقيها فعلًا في قطاع غزة. في ظل غياب آليات واضحة للرقابة على جمع الأموال وإنفاقها، وتاريخ من التساؤلات حول مصير بعض التبرعات السابقة.
جدل بين عمرو اديب وعلاء مبارك
الإعلامي عمرو أديب بدوره مهّد للفكرة من خلال برنامجه، مؤكدًا أن المواطن سيكون ملزمًا بالمشاركة في هذه الجهود. وهو ما فجّر موجة جديدة من الجدل، واعتبره البعض تمهيدًا لفكرة التحصيل الإجباري.
تصريحات أديب لم تمر مرور الكرام، إذ رد عليها علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، بلهجة ناقدة. معتبرًا أن فرض التبرعات أو إلزام المواطنين بها أمر غير مقبول، ما أضاف بعدًا جديدًا للسجال العام الدائر حول القضية.
علاء مبارك رد عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” قائلاً: “حلوة حكاية التبرع لغزة مش بمزاجك دي في رقبتك ليوم الدين! طيب ما تتبرع أنت بمزاجك، غزة وأهلها على رؤوسنا، لكن أين الضمان أن ما حدث من قبل لن يتكرر؟”.
وبين التأييد لفكرة دعم غزة ورفض أسلوب فرض التبرعات، تستمر حالة الجدل في الشارع المصري، وسط انتظار لتوضيح رسمي حول آلية جمع الأموال وضمان وصولها لمستحقيها بشفافية.