عربي ودولي

مجلس الأمن يعرب عن قلقه العميق من تصاعد العنف في السودان وتقارير عن إعدامات جماعية في الفاشر

أعرب مجلس الأمن الدولي، عن “قلقه العميق” إزاء تصاعد العنف في السودان. عقب تقارير أممية تحدثت عن إعدامات جماعية وانتهاكات واسعة بحق المدنيين في مدينة الفاشر غربي البلاد، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها إثر حصار استمر 18 شهرا.

وقال توم فليتشر، مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، إن المدينة “انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة”. مشيرا إلى أن نساء وفتيات تعرضن للاغتصاب، ومدنيين شوّهوا وقُتلوا في ظل إفلات تام من العقاب.

إدانة أممية ونفي من قوات الدعم السريع

أدان مجلس الأمن الفظائع المنسوبة إلى قوات الدعم السريع، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية. داعيا إلى وقف فوري للعمليات القتالية.

في المقابل. نفت قوات الدعم السريع عبر قناتها على “تلغرام” مسؤوليتها عن مقتل مئات المرضى في المستشفى السعودي بالفاشر، بعد أن أثارت صور الأقمار الاصطناعية وتقارير المتطوعين موجة غضب دولية واسعة.

نزوح جماعي وأوضاع إنسانية كارثية

بحسب الأمم المتحدة. فرّ أكثر من 36 ألف مدني من الفاشر منذ الأحد، معظمهم إلى مدينة طويلة المجاورة التي تؤوي مسبقا أكثر من 650 ألف نازح. وسط ظروف وصفتها المنظمة بـ”الإنسانية الكارثية”.

وامتد العنف إلى ولاية شمال كردفان. حيث قُتل ما لا يقل عن 50 مدنيا في مدينة بارا بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

حميدتي يعد بالتحقيق ويأمر بالانسحاب من الأحياء السكنية

في خطاب متلفز، تعهد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بإجراء تحقيقات داخلية في الانتهاكات التي ارتكبها بعض عناصره. مؤكدا أنه سيحاسب أي جندي يثبت تورطه.

كما أمر بانسحاب قواته من الأحياء السكنية ونشر وحدات شرطة تابعة للدعم السريع لتأمين المدينة. داعيا النازحين إلى العودة إلى منازلهم ومطالبا المنظمات الدولية بتقديم مساعدات عاجلة.

تحذيرات أممية من توسع رقعة الصراع

قالت مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، إن سقوط الفاشر يمثل تحولا خطيرا في الوضع الأمني بالسودان، محذرة من أن “الآثار الإقليمية ستكون عميقة”.

وأضافت أن الصراع يتمدد إلى ولايات أخرى مثل النيل الأزرق وجنوب كردفان وغرب دارفور والخرطوم، وأن مخاطر الفظائع الجماعية والعنف العرقي والعنف الجنسي لا تزال مرتفعة بشكل مقلق.

اتهامات جديدة بمجازر في شمال كردفان

اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة جديدة في منطقة أم دام حاج أحمد بولاية شمال كردفان. راح ضحيتها 38 مدنيا غير مسلح، تم إعدامهم ميدانيا بدم بارد.

وقالت الشبكة إن ما حدث هو امتداد لعمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية في شمال كردفان ودارفور. فيما نفت قوات الدعم السريع تلك الاتهامات.

مأساة إنسانية متصاعدة

روى نازحون من مدينتي بارا والفاشر لـ”بي بي سي” تفاصيل مروعة عن اقتحام المنازل، ونهب الممتلكات، وإعدام الرجال أمام أسرهم. مؤكدين أن السكان يعيشون في حالة رعب وهلع دائم، وأن من يحاول دفن الضحايا يُقتل بدوره.

وقالت منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 26 ألف شخص فرّوا من الفاشر خلال يومين فقط. مضيفة أن آلاف العائلات تسير لأيام تحت الشمس بلا طعام أو ماء، في ظل غياب أي ممرات آمنة.

خلفية الصراع

اندلع القتال في السودان عام 2023 بعد خلاف بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي حول دمج الأخيرة في القوات النظامية.

ومنذ ذلك الحين، تحول الصراع إلى حرب أهلية دامية تخللتها فظائع عرقية ونزوح جماعي وجوع واسع النطاق، أدت إلى فرار أكثر من 4 ملايين سوداني إلى دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى