عربي ودولي

الاحتلال يوسع عدوانه شمالي الضفة.. عملية عسكرية شاملة تستهدف "مخمس القرى"

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية. في منطقة تُعرف في الأدبيات الأمنية الإسرائيلية باسم “مخمس القرى”. وهي كتلة جغرافية مترابطة تضم خمس بلدات: طوباس، طمون، مخيم الفارعة، تياسير، وعقابة. وجميعها تقع بين الأغوار شرقا وجنين شمالا وصولا إلى نابلس جنوبا.

وتُعد طوباس أكبر هذه القرى من حيث عدد السكان وأكثرها استهدافا. فيما تتسم المنطقة بطبيعتها الجبلية الممتدة ضمن سلسلة جبال طمون وقدير ورأس الأقرع.

تاريخيا، ترجع نشأة أربع من هذه القرى إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وكانت تتبع خلال الحكم العثماني لسنجق نابلس. ثم اكتسبت شهرة خلال الانتداب البريطاني بعد بروز الثائر أحمد حمد المحمود “أبو جلدة” من طمون.

أما مخيم الفارعة فقد أُنشئ عام 1949 في ظل الحكم الأردني، قبل احتلال المنطقة بالكامل عام 1967.

وبحسب الاحتلال تعد المنطقة إحدى أبرز ساحات العمل المسلح. وبرزت بقوة خلال انتفاضة الأقصى. ثم عادت إلى الواجهة بعد اندلاع حرب غزة عام 2023. حيث تم تنفيذ منها عدة عمليات مقاومة قادتها “كتيبة طوباس” و”كتيبة طمون” التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.

ومنذ ذلك الحين شنت قوات الاحتلال سلسلة عمليات دموية. أبرزها عملية “السور الحديدي” في يناير 2025 التي أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين واعتقال المئات. وتلاها استهداف جوي في 29 يناير أوقع عشرة شهداء، بينهم قائد كتيبة طمون.

وفي فبراير الماضي اقتحمت قوات الاحتلال طمون بآليات مدرعة للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية. ورغم ذلك تمكن مقاوم فلسطيني من التسلل إلى موقع عسكري إسرائيلي في التياسير. فقتل جنديا وجرح ثمانية آخرين قبل استشهاده.

كما اغتالت قوات الاحتلال في يونيو القائد رايق بشارات خلال عملية مشتركة للجيش و”اليمام” و”الشاباك”. ثم واصلت عدوانها في سبتمبر حيث قتلت عددا من المقاومين ودمرت منازل في البلدة.

وتتواصل العملية الحالية بوتيرة تصاعدية، وسط خشية من توسعها إلى مناطق أخرى من الضفة الغربية. في ظل استمرار الاحتلال باستخدام القوة العسكرية المفرطة ضد السكان المدنيين. واستهداف البنية المجتمعية والاقتصادية للقرى الخمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى