سكان طوسون يطعنون قضائياً ضد قرار إزالة 260 منزلاً و4 مساجد

في ظل حالة من الغضب بين أهالي المنطقة، تنظر محكمة القضاء الإداري في الإسكندرية، الطعن الطعن المقدم من أهالي منطقة طوسون شرق الإسكندرية، في7 ديسمبر الجاري، ضد قرار نزع ملكية نحو 260 منزلاً و4 مساجد وكنيسة واحدة.
ويهدف القرار إلى إزالة تلك المباني، لصالح تنفيذ مشروع طريق جديد يربط منطقة أبوقير بمحور المحمودية، ضمن خطة أوسع لتطوير شرق المدينة.
لصالح مشروع سياحي
ويطالب الأهالي بوقف وإلغاء قرار رئيس مجلس الوزراء الخاص بنزع ملكيتهم، وأوضحوا أن المشروع “لا يحقق المنفعة العامة”، وأن المنطقة تضم طريقاً قائماً بالفعل يسمح بحركة المرور، بينما يخدم المسار الجديد -بحسب دفاع الأهالي- “مشروعاً سياحياً خاصاً” لا صلة له بالمصلحة العامة.
وبحسب أوراق القضية، فإن قرار نزع الملكية يشمل هدم 260 منزلاً تعود ملكيتها القانونية للأهالي، إلى جانب إزالة 4 مساجد وكنيسة تقع داخل الكتلة السكنية التي يقطنها ما يزيد عن 5 آلاف نسمة.
وقال المحامي محمد رمضان، أحد أعضاء فريق الدفاع، إن الأهالي فوجئوا بالقرار التنفيذي رغم أن غالبية المساكن “حاصلة على تصالحات رسمية ومتصلة بجميع المرافق العامة”، وهو ما اعتبره “انحرافاً في استعمال السلطة”.
وأوضح رمضان، أن هيئة الدفاع المكونة من 5 محامين تولّت صياغة الطعن. ودفعت بعدم توافر ركن المنفعة العامة في مشروع الطريق الجديد.
وأشار إلى أن الأهالي استعانوا بمكتب استشاري هندسي عرض مساراً بديلاً للطريق. يحقق الغرض المروري من دون المساس بالمنازل أو تهجير السكان. لكن الجهات التنفيذية “لم تنظر المقترح ولم تعلّق عليه”.
تفاصيل المشروع الجديد
الملف يعود إلى إبريل، حين أصدر محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد القرار رقم 88 لسنة 2025. بتشكيل لجنة برئاسة رئيس حي المنتزه ثان، وعضوية ممثلين عن هيئة المساحة، والإصلاح الزراعي. وحماية أملاك الدولة، وإدارة نزع الملكية، ومهندسين عسكريين. لحصر التعارضات مع مشروع “الطريق الدائري الجديد” بطول 23 كيلومتراً.
وقُسّمت منطقة طوسون -بحسب القرار- إلى 3 مراحل، المرحلة الأولى من مزلقان الشرطة العسكرية. حتى كوبري 25 مروراً بعزبة الكوبانية، والمرحلة الثانية من الأكاديمية البحرية حتى أراضي القوات المسلحة. والمرحلة الثالثة تبدأ من منطقة التكتل السكاني بمزلقان 25.
ومع بدء أعمال الحصر، أشعر الأهالي لاحقاً بأن منازلهم تقع ضمن مسار الطريق، وأن الإزالة “حتمية”، وهو ما أشعل الأزمة الراهنة.
اعتقال المتحدث باسم الأهالي
الأزمة زادت تعقيدا، بعد اعتقال عبد الله محمد، المتحدث الرسمي باسم الأهالي وواحد من أبرز الأصوات الداعمة لبدائل المسار.
وكشف المحامي أسامة سلامة لـ”العربي الجديد” أن عبد الله ظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا. بعد أيام من اختفائه عقب القبض عليه من مقر عمله بشركة “بافاريا الألمانية” في برج العرب.
وأصدرت النيابة قراراً بحبسه 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات. وإيداعه سجن 6 في مجمع سجون العاشر من رمضان.
اقرأ أيضا:
أهالي “طوسون” بالإسكندرية يصفون قرار إزالة منازلهم بمحاولة تهجير