متأثرة بالحقبة الاستعمارية.. ماذا وراء الهجوم الإثيوبي العنيف على مصر؟

على الرغم من تصاعد اللهجة بين القاهرة وأديس أبابا خلال السنوات الماضية بسبب أزمة سدّ النهضة، فإن البيان الإثيوبي الأخير جاء الأكثر حدّة، محمّلًا باتهامات مباشرة وغير مسبوقة، ما يعكس انتقال الخلاف بين الجانبين إلى مستوى جديد من التوتر.
وأحدث تلك الفصول ما جاء في بيان الخارجية الإثيوبية، الذي ادّعى أن “التصريحات المتكررة للمسؤولين المصريين، الرافضة للحوار بشكل قاطع، والمحمّلة بتهديدات مبطّنة تارة وصريحة تارة أخرى، ليست سوى دليل على فشل الحكومة المصرية في استيعاب حقائق القرن الحادي والعشرين”.
كما وصف البيان تحركات القاهرة فيما يخص ملف سد النهضة ومنطقة القرن الإفريقي. بأنها تعود إلى الحقبة الاستعمارية، كما ادعى أن مصر تسعى إلى زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي. للتأثير على إثيوبيا من خلال دول “تابعة ومنقسمة” (الصومال) على حد وصف البيان.
متأثرين بعقلية الحقبة الاستعمارية
وأضافت الخارجية الإثيوبية في هجومها على القاهرة، أن “بعض المسؤولين المصريين. المتأثرين بعقلية الحقبة الاستعمارية، يعتقدون أنهم يحتكرون مياه النيل ويستشهدون بمعاهدات. تعود إلى الحقبة الاستعمارية ويصرون على حقوقهم التاريخية المزعومة”، على حد وصف البيان.
وزعم البيان أن “السلطات المصرية تشن حملة لزعزعة الاستقرار في القرن الإفريقي. للنيل من إثيوبيا” من خلال استخدام “دول تابعة مطيعة وضعيفة ومنقسمة”.
وواصل البيان: “لقد حان الوقت للتخلي عن هذه الاستراتيجية البالية التي لم تفزع إثيوبيا قط فلإثيوبيا تاريخ طويل ومشرف في تبني الوحدة الإفريقية ودعم النضالات ضد الاستعمار في جميع أنحاء القارة”.
وفي إصرار إثيوبي على التمسك بما تعتبره حقوقها في مياه النيل، شدد البيان على أن أديس أبابا. ليست مستعدة “لاستيعاب آثار الاستعمار التي تجد القاهرة صعوبةً في التخلص منها”، في إشارة إلى الاتفاقيات التاريخية بين مصر وإثيوبيا والتي تتناول حصص الأطراف المختلفة من مياه النيل.
وواصل البيان: “يسهم النيل الأزرق، الذي ينبع من المرتفعات الإثيوبية. بنحو 86% من مياه حوض النيل. ويمثل حوض النيل الأزرق (نهر أباي) 70% من المياه السطحية في إثيوبيا. ولإثيوبيا، شأنها شأن جميع الدول المشاطئة الأخرى الحق في استغلال هذا المورد الطبيعي. ويعدّ الاستغلال العادل والمعقول والمنصف مبدأ أساسيا من مبادئ القانون الدولي السارية في هذا السياق. وإثيوبيا غير معنية بطلب إذن من أي جهة لاستخدام الموارد الطبيعية الموجودة داخل حدودها”.
مصر رفضت الحوار
وزعم البيان أن “مصر رفضت الحوار وضاعفت من خطابها العدائي بنية واضحة للتصعيد”. معتبرا أن تطلعات إثيوبيا التنموية ومشاريعها مثل سد النهضة الإثيوبي تجسد اعتماد إفريقيا على نفسها.
تعليق مصطفى بكري
في المقابل، قال الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري إن البيان الذي أصدرته الخارجية الإثيوبية ضد مصر. “تعدى كل حدود اللياقة والحكمة واتسم بالخروج عن كل الأعراف الدبلوماسية”.
وأضاف بكري في تعليقه على البيان الذي وجه اتهامات لمصر وشن هجوما شديد اللهجة. بسبب الخلافات حول مياه سد النهضة، أن “البيان حمل تجنيا على موقف مصر من الدفاع عن حقها في مياه النيل. ورفضها للسيطرة الإثيوبية، وعدم الالتزام بالاتفاقات الدولية”.
وشدد على أن القاهرة “لن تفرط في حقوقها المائية، وأن على إثيوبيا أن تراجع نفسها”
اقرأ أيضا:
خبير مائي: خطأ كارثي في سد النهضة يهدد مصر والسودان



