اليوم 281 للعدوان.. الاحتلال يعدم مدنيين داخل منازلهم بغزة والخلافات تدب بين نتنياهو ورئيسي الشاباك والموساد

في اليوم الـ281 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصلت قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بحق العائلات في مختلف مناطق القطاع، في حين وثق صحفيون شهادات ووقائع لتعمد جنود الاحتلال إعدام مدنيين داخل منازلهم في حي تل الهوى، قبل انسحابهم من منطقة الصناعة بعد أسبوع من التوغل فيها.
يترافق ذلك مع مواصلة المقاومة عملياتها ضد جيش، في أعقاب معارك ضارية أمس، إذ بثت كتائب القسام مشاهد لتدمير مقاتليها آليات ودبابات للاحتلال وقنصها جنودا، كما تضمنت المشاهد جانبا من حياة المقاتلين اليومية.
وضع إنساني متدهور
قصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته السبت، أرجاء واسعة ومتفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين والشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى، كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مفترق المغربي والطيران في شارع الثلاثيني بمدينة غزة.
وقصفت زوارق الاحتلال سواحل مخيم الشاطئ شمال غربي غزة، وتل الهوى تزامنا مع إطلاق قنابل دخانية وصوتية تجاه شارع النصر تحديدا قرب اللبابيدي.
واستشهد 5 مواطنين منهم طفلان جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الراعي وسط دير البلح، فيما أصيب 10 مواطنين في استهداف الاحتلال منزلا لعائلة حمدان في شارع العشرين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستشهد فراس وادي وزوجته الحامل في الشهر الثالث جراء قصف الاحتلال منزلهم في منطقة قاع القرين شرقي مدينة خانيونس
وفي رفح، تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ السابع من مايو الماضي، والتوغل في عدة أحياء من غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة، في حين تتسع دائرة المجاعة شمال قطاع غزة مع استمرار منع إدخال المساعدات ونفاد البضائع من الأسواق.
جدار مصري تحت الأرض
قال مسؤولان إسرائيليان إن هناك تقدما في مسألة الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وغزة، والتي يتم مناقشتها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، بحسب ما ذكره موقع “أكسيوس” الأمريكي.
وأضاف المسؤولان أن مصر وافقت على بناء “جدار” تحت الأرض على الجانب المصري من الحدود لمنع إقامة الأنفاق، ووافقت الولايات المتحدة على تمويل المشروع.
كما طالبت إسرائيل أيضا بالوصول إلى أجهزة الاستشعار والكاميرات التي سيتم وضعها على الجانب المصري من الحدود مع غزة كجزء من مشروع الجدار.
إلى ذلك نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مصريين إجراء مفاوضين إسرائيليين ومصريين محادثات بشأن نظام مراقبة إلكتروني على الحدود بين قطاع غزة ومصر قد يتيح سحب القوات الإسرائيلية من المنطقة إذا تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
ومسألة بقاء القوات الإسرائيلية على الحدود هي إحدى القضايا التي تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لأن حركة حماس ومصر تعارضان إبقاء إسرائيل لقواتها هناك.
وفيما يتعلق بعودة النازحين إلى شمال غزة، تشكل شروط “نتنياهو” بشأن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة نقطة خلاف رئيسية بين الجانبين، وفق ما ذكره موقع أكسيوس.
إصرار إسرائيلي على محور فلادليفيا
فيما تتواصل المفاوضات التي تهدف للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة،، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على “ممر فيلادلفي” على حدود قطاع غزة مع مصر، حسبما أفاد مكتب رئيس الوزراء، واصفا الأنباء التي نشرتها “رويترز”، والتي تحدثت أن إسرائيل تناقش إمكانية سحب قواتها من هذه المنطقة بالزائفة.
وقال البيان: “يصر رئيس الوزراء على بقاء ممر فيلادلفيا تحت سيطرة إسرائيل”، مضيفا أن “خبر وكالة “رويترز” بأن إسرائيل تناقش إمكانية الانسحاب من “ممر فيلادلفي” هو زائف”.
يأتي ذلك فيما نقلت وسائل إعلام مصرية مصدر رفيع القول إنه “لا صحة لما يتم تداوله حول وجود ترتيبات أمنية مصرية إسرائيلية بشأن الحدود مع قطاع غزة”.
ومسألة بقاء القوات الإسرائيلية على الحدود هي إحدى القضايا التي تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لأن حماس ومصر، التي تتوسط في المحادثات، تعارضان إبقاء إسرائيل قواتها هناك.
وبالتالي فإن نظام المراقبة، قد يمهد الطريق أمام الاتفاق على وقف إطلاق النار، لكن هناك العديد من العقبات الأخرى لا تزال قائمة.
نفي مصري
نفى مصدر مصري رفيع المستوى، وجود ترتيبات أمنية بين مصر وإسرائيل بشأن الحدود مع قطاع غزة.
وقال المصدر: “لا صحة لما يتم تداوله حول وجود ترتيبات أمنية مصرية إسرائيلية بشأن الحدود مع قطاع غزة”، دون تفاصيل أكثر.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير صحفية غربية بأن “مفاوضين إسرائيليين ومصريين يجرون محادثات بشأن نظام مراقبة إلكتروني على الحدود بين قطاع غزة ومصر قد يتيح سحب القوات الإسرائيلية من المنطقة إذا تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار”.
ومؤخرا، تحدثت إسرائيل عن مزاعم لوجود تهريب أسلحة عبر الحدود مع مصر لحركة “حماس”، وهو ما نفته القاهرة أكثر من مرة مؤكدة أنها “أكاذيب”.
وسيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة في 7 مايو الماضي وأغلقت المعبر ودمرته بالكامل، فيما رفضت مصر لأكثر من مرة التعامل مع تل أبيب بشأنه رفضًا لـ”شرعنة احتلاله”.
كما أعلنت إسرائيل في 29 مايو أنها سيطرت بشكل كامل على “الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة”، المعروف باسم “محور فيلادلفيا”.
خلافات بين نتنياهو ورئيسي الشاباك والموساد
قالت مصادر إسرائيلية مطلعة، إنّ “بنيامين نتنياهو”، يدير مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة بمفرده تقريبا، وسط خلافات بين رئيس وزراء الاحتلال ورئيسي جهازي الشاباك والموساد الإسرائيليين.
ونقلت هيئة البث الرسمية عن مصادر مطلعة، لم تسمها قولها إن نتنياهو، “يدير مفاوضات صفقة التبادل بمفرده، وهو من قرر التشدد في المواقف والتعبير عنها علنا”.
وأضافت المصادر أنّ “نتنياهو”، “يدير كل تفاصيل المباحثات”، ويستثمر في الأمر ساعات أكثر بكثير من ذي قبل.
على الصعيد ذاته، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إنّ “هناك مخاوف في إسرائيل من أنّ نتنياهو يحاول عرقلة إبرام صفقة تبادل أسرى، وذلك بعد نشوب خلافات بينه وبين رئيسي الموساد “ديفيد برنياع” والشاباك “رونين بار” بشأن بعض بنود مقترح الصفقة”.
بحسب الصحيفة؛ فإنّ “أبرز نقطة خلاف بين نتنياهو ورئيسي الموساد والشاباك، هي أنّ الأخيرين لا يؤيدان العودة إلى القتال سوى في حال خرق حماس لأي من بنود الاتفاق، فيما يريد نتنياهو العودة للقتال في كافة الأحوال”.
وقالت الصحيفة الخاصة إنّ “التصلب العلني لمواقف نتنياهو بشأن القضايا الأساسية للمفاوضات، والإصرار عليها يمكن أن يؤدي إلى انفجار المباحثات وتعطل الصفقة”.
وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أنّ الخلافات بين نتنياهو ورئيسي الموساد والشاباك،” قد تؤثر على استعدادات الجيش الإسرائيلي لتنفيذ المرحلة الأولى من مخطط صفقة المحتجزين التي نشرها الرئيس الأمريكي جو بايدن”.
وبحسب الصحيفة ذاتها؛ فإنّ “أهم القضايا المثيرة للجدل هي وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومطالبة إسرائيل بمنع عودة مقاتلي حماس إلى شمال قطاع غزة في إطار تنفيذ صفقة المحتجزين”.
وفي وقت سابق الجمعة، قال مكتب نتنياهو إن الأخير “يصر على بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا الواقع بين قطاع غزة ومصر”.
وفي 29 مايو، أعلن الجيش الإسرائيلي اكتمال سيطرته على محور فيلادلفيا الحدودي؛ ما يعني فصل قطاع غزة عن مصر.
وفي وقت سابق الجمعة، قال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق، في بيان، إنّ “محاولات نتنياهو المحمومة لإضافة عناوين ومطالب جديدة، لم ترد في كل المقترحات السابقة المتداولة مع الوسطاء، يؤكد أنه لا يزال يتلكأ ويماطل ويبحث عما يعطل الاتفاق”.
وقبل أيام، قالت القناة “12” العبرية الخاصة إنّ “الخطوط العريضة للصفقة تمت صياغتها قبل سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا في رفح، وبالتالي، حتى لو وافقت حماس، فمن المتوقع أن يكون هناك خلاف أساسي حول استمرار وجود الجيش في المحور”.