
أثار الفنان أحمد فلوكس جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلانه حصوله على دكتوراه فخرية من كيان يزعم أنه “جامعة بريطانية”، ليتبين لاحقا أنها شهادة وهمية تباع مقابل 250 دولار فقط، أي ما يقارب 12 ألف جنيه مصري، في واقعة وصفها رواد السوشيال ميديا بأنها “فضيحة دكتوراه كبدة وسجق”.
بداية القصة: صفحة أكل تحولت إلى جامعة
التحقيقات التي أجرتها منصات متخصصة كشفت أن الكيان الذي منح فلوكس الشهادة يُدعى MSA College in London، ولا وجود له في أي سجلات رسمية بوزارة التعليم العالي المصرية أو الجهات البريطانية المعتمدة.
وبالعودة إلى تاريخه على فيسبوك، تبيّن أن الصفحة كانت في الأساس تحمل اسم “لقطات من الحياة” عند إنشائها يوم 22 مارس 2019، ثم تغيّر اسمها عدة مرات:
- يونيو 2022: أصبحت “عاطف البرديسي”.
- بعد عام: تغير الاسم إلى “إعلانات البرديسي”.
- لاحقاً: تحولت إلى “كبدة وسجق وحواوشي”.
- وأخيرا: في 29 مايو 2025، أصبح اسمها الحالي “MSA College in London”.
هذا التحول السريع كشف أن الكيان لم يكن في الأصل جهة تعليمية، بل مجرد صفحة للترويج التجاري، قبل أن يتم استغلالها لإصدار شهادات دكتوراه وهمية.
حفل تكريم في الإسكندرية
أحمد فلوكس أعلن عن حصوله على الدكتوراه خلال حفل أقيم في الإسكندرية، وصرّح أن التكريم صادر من “جامعة تبع لندن”.
الحفل لم يقتصر على فلوكس فقط، بل شهد أيضاً تكريم مغنية مغمورة، وعدد من مصممي الأزياء والعطور، ومنحهم جميعاً نفس شهادة الدكتوراه الفخرية.
لكن المفاجأة أن المقر الفعلي لهذا الكيان في شقة سكنية بمنطقة المهندسين، بلا أي نشاط تعليمي حقيقي أو اعتماد رسمي.
تزوير واضح وغياب الأختام الرسمية
عند فحص شهادات الدكتوراه، تبيّن غياب الأختام الرسمية مثل ختم “الأبوستيل” البريطاني أو ختم النسر المصري، وهي عناصر أساسية للتأكد من صحة أي شهادة صادرة من جهة دولية أو محلية.
كما أكدت وزارة التعليم العالي أن الكيان المسمى MSA College in London غير معتمد، ولا يمت بصلة لأي جامعة بريطانية، مما يعني أن جميع الشهادات التي أصدرها باطلة قانونيا.
من يقف وراء القصة
التحقيقات كشفت أن الشخص المسؤول عن هذا الكيان يُدعى عادل مراد، الذي قدّم نفسه كصحفي، لكنه في الوقت نفسه يدير شركة سياحة غير مسجلة رسميا وتحمل نفس عنوان الشقة التي تُدار منها “الجامعة الوهمية”.
هذا التضارب عزز الشكوك حول أن نشاط الكيان يهدف فقط لتحقيق مكاسب مالية سريعة من خلال بيع الشهادات المزيفة.
سخرية واسعة على السوشال ميديا
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت بالتعليقات الساخرة، حيث شبّه بعض المستخدمين ما حدث بمشاهد من الأفلام الكوميدية:
- أحد المغردين كتب: “كده المفروض فلوكس ييجي وزير تعليم.. اسمه الدكتور أحمد فلوكس.. والله اسم حلو ورنان ومعاه ضكتوراه”
- آخر غرد قائلا: “دكتور وشهيد في نفس الوقت سبحان الله العظيم وأتوب إليه.”
- بينما علّق مستخدم ثالث ساخرا: “وزير التعليم يشعر بالفخر.”
رد أحمد فلوكس
في أول تعليق له على الضجة، قال أحمد فلوكس:
“المواقع دي أصلها إيه؟ وإيه يخليهم يكتبوا كده؟ أنا روحت أعمل حاجة محترمة وأهديها لشعب فلسطين.. لو مش عاجبهم ربنا معاهم.”
هذا التصريح لم يخفف من حدة الانتقادات، بل زادها اشتعالا، حيث اعتبره البعض محاولة لتبرير الواقعة دون الاعتراف بحقيقة التزوير.
قضايا مشابهة
هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن كشفت تقارير إعلامية تزوير وزير التربية والتعليم السابق محمد عبد اللطيف لشهادة دكتوراه، حيث تبين أن الجامعة التي ذكرها في سيرته الذاتية غير موجودة أصلا في الولايات المتحدة، وتبين أنها وهمية تماما.
مع تكرار هذه الوقائع، يبرز تساؤل حقيقي حول:
كيف يمكن ضبط الجهات الوهمية التي تبيع شهادات مزيفة وتستغل حلم الشباب في التعليم والشهادات الأكاديمية؟
وهل ستتخذ الجهات المعنية خطوات قانونية ضد فلوكس أو القائمين على هذه “الجامعة”؟