محلي

ماذا خسرت مصر من إنشاء سد النهضة الإثيوبي؟.. خبراء يجيبون

رغم الضغوط المصرية والسودانية والتحركات المتكررة في مجلس الأمن، مضت إثيوبيا في استكمال بناء سد النهضة، لتعلن افتتاحه رسميًا في التاسع من الشهر الجاري، متجاهلة المخاطر الجسيمة التي تهدد دولتي المصب.

تقرير لموقع عربي بوست، نقل عن خبراء مياه قولهم إن خسائر كبيرة تكبّدتها مصر على مدار سنوات إنشاء سد النهضة بسبب حجز المياه، والاضطرار إلى اللجوء لبدائل أخرى ذات تكلفة اقتصادية مرتفعة.

غير أن التخوف الأكبر لدى الخبراء يتمثل في اعتزام إثيوبيا إنشاء ثلاثة سدود إضافية قريبًا، وهو ما قد يفاقم الأزمة المائية التي تواجهها مصر.

خسارة 100 مليار متر مكعب

يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، لـ”عربي بوست”، إنه وفق أحدث البيانات والتقارير الإثيوبية، فإن حجم التخزين خلف سد النهضة بلغ 74 مليار متر مكعب من المياه. هذه الكمية الضخمة، لو لم تُحجز في بحيرة السد، لكانت بطبيعة الحال قد تدفقت إلى مصر عبر مجرى النيل الأزرق.

ويشير شراقي بوضوح: “لو مفيش سد النهضة كانت المية دي هتروح فين؟ هتروح مصر طبعاً، فطبيعي دا خسارة كبيرة لمصر”.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الرقم فقط، إذ أضاف “شراقي” أن هناك 40 مليار متر مكعب أخرى فُقدت نتيجة عمليات التسريب والتبخر خلال سنوات بناء السد الخمس الماضية، ليصل إجمالي ما حُرمته مصر من المياه إلى نحو 100 مليار متر مكعب.

بدائل بكلفة باهظة

أضاف “شراقي” أن الحكومة أعادت استخدام نحو 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها، لتدخل مجدداً في منظومة الري. هذه الخطوة وحدها كلفت الدولة استثمارات هائلة تقدر بحوالي 500 مليار جنيه.

ويضيف شراقي: “25 مليار صرف زراعي مصر اضطرت تستخدمها في الزراعة. بسبب العجز اللي حصل في المياه نتيجة سد النهضة”.

ووفق كلام عباس شراقي، فإن مصر لم تنجُ من الخسائر كما يعتقد البعض، بل دفعت ثمناً اقتصادياً ضخماً لتقليل حجم الضرر الواقع عليها. وهو ما يمثل عبئاً إضافياً على الموازنة العامة في وقت تعاني فيه الدولة من تحديات اقتصادية متراكمة.

اقرأ المزيد
ردا على “آبي أحمد”.. مصر والسودان: سد النهضة يضر بمصالحنا المائية

لا تنسيق بين إثيوبيا ومصر

إحدى المخاطر التي تواجها مصر، هو عدم علمها بدقة كيف تدير إثيوبيا السد: هل تفتح بوابة واحدة أم أربع بوابات؟ هل تغلقها بالكامل في بعض الفترات؟. ويقول “شراقي”: “لازم يكون فيه تنسيق كامل بين إثيوبيا ومصر والسودان”.

فغياب الرقيب الدولي، أو أي آلية مشتركة لإدارة السد، يثير القلق في القاهرة. فالمياه – كما يشرح عباس شراقي – تصل حالياً إلى بحيرة سد النهضة بمعدلات ضخمة تصل إلى 400 مليون متر مكعب يومياً. لكن مع توقف موسم الأمطار في نوفمبر 2025 ستتحكم إثيوبيا بالكامل. في تدفق النيل الأزرق لفترة قد تصل إلى ستة أشهر حتى الصيف التالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى