تقاريرعربي ودولي

محاكمة تقادم الخطيب: القضاء الألماني ينصف الأكاديمي المصري بعد حملة تشويه وطرد من الجامعة

قضت محكمة الجنايات في برلين ببراءة الأكاديمي المصري تقادم الخطيب من جميع التهم الموجهة إليه، وذلك بعد معركة قضائية استمرت أشهر. في قضية أثارت جدلا واسعا داخل ألمانيا وعلى مستوى الرأي العام العربي والدولي.

ويُعد هذا الحكم سابقة تاريخية، إذ أكدت المحكمة للمرة الأولى أن ما يجري في غزة يمكن وصفه بـ”الهولوكوست”، في مخالفة صريحة للموقف الرسمي للحكومة الألمانية التي دافعت عن إسرائيل في المحاكم الدولية.

من هو تقادم الخطيب؟

تقادم الخطيب، أكاديمي وباحث مصري مقيم في ألمانيا، يُعد من أبرز رموز ثورة 25 يناير 2011. وناشط بارز في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

خلال السنوات الماضية، عُرف الخطيب بمواقفه المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني وانتقاده المستمر لسياسات الاحتلال الإسرائيلي. الأمر الذي جعله هدفًا لحملة تشويه واسعة النطاق.

حملة تشويه قادتها جماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل

تعرض الخطيب لحملة استهدفت سمعته ومكانته الأكاديمية، قادتها جماعات ضغط وهيئات سياسية داعمة لإسرائيل.

الاتهامات التي وُجهت للخطيب. هي دعم وتمويل جماعات إرهابية، ونشر الكراهية. بالإضافة لاتهامه بتشبيه ما يحدث في غزة بـ “الهولوكوست”.

نتيجة لذلك، طرد من الجامعة التي كان يعمل بها، ورفع دعوى قضائية ضده أمام المحاكم الألمانية.

مسار القضية في المحاكم الألمانية

المحكمة الابتدائية:

  • لم تجد أي أدلة قوية تدعم معظم الاتهامات.
  • قضت ببراءته من أغلب التهم.
  • أبقت فقط على تهمة تشبيه ما يحدث في غزة بالهولوكوست.

محكمة الجنايات في برلين:

  • بعد إحالة القضية إليها، برأت المحكمة الخطيب نهائيًا من التهمة المتبقية.
  • وجاء في نص الحكم: “مصطلح الهولوكوست لا يقتصر فقط على جرائم النازية، بل يشمل جميع عمليات الإبادة الجماعية ضد البشر.”

حكم تاريخي يخالف الموقف الرسمي لألمانيا

للمرة الأولى في تاريخ القضاء الألماني، أعلنت المحكمة صراحة أن:

“الأحداث في غزة يمكن وصفها بالهولوكوست.”

هذا الموقف يتعارض مع السياسة الرسمية للحكومة الألمانية. التي تنفي أي شبهة إبادة جماعية عن إسرائيل أمام المحاكم الدولية. بما في ذلك محكمة العدل الدولية.

تصريحات تقادم الخطيب بعد النطق بالحكم

أعرب الخطيب عن امتنانه لكل من دعمه خلال محنته، وقال:

“لم أخرج من هذه المعركة منتصرًا بمفردي، بل هو انتصار تاريخي للقضية التي سينتصر أهلها ولو طال الزمن، ولو وقف الجميع ضدهم.”

وفي تصريح سابق له في أغسطس 2025، علّق على موقف برلين من صادرات السلاح لإسرائيل قائلاً:

“برلين لم توقف جميع صادرات السلاح لإسرائيل، بل أوقفت فقط ما يمكن تبريره علنًا على أنه مرتبط بالعمليات في غزة.”

أهمية الحكم وتأثيره المستقبلي

1. على المستوى القضائي:

  • يمثل هذا الحكم سابقة قد تُستخدم كمرجع في قضايا مشابهة مستقبلا.
  • يعزز مكانة حرية التعبير في ألمانيا، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

2. على المستوى السياسي:

  • قد يزيد الضغط على الحكومة الألمانية في ملفات:
    • صفقات السلاح مع إسرائيل.
    • المواقف في المحاكم الدولية.
    • سياساتها تجاه القضية الفلسطينية.

3. على المستوى الدولي:

  • يعكس تغيرا في جزء من الرأي القضائي الأوروبي تجاه ما يجري في غزة.
  • يفتح الباب أمام إعادة تقييم مصطلحات مثل “الهولوكوست” في السياقات القانونية والسياسية.

الخلاصة

حكم براءة تقادم الخطيب لا يمثل فقط انتصارا شخصيا لأكاديمي مصري واجه حملة تشويه واسعة، بل يعد أيضا انتصارا رمزيا للقضية الفلسطينية.

إذ أكدت المحكمة الألمانية، ولأول مرة، أن الجرائم المرتكبة في غزة قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهو ما قد يغير معادلة النقاش القانوني والسياسي حول الحرب في غزة ودور الدول الداعمة لإسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى