مصر تتحرك لتأمين احتياجاتها من الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الإسرائيلي

في ظل التوترات الإقليمية والتهديدات المتكررة بوقف إمدادات الغاز من الاحتلال الإسرائيلي. تتجه الحكومة المصرية لاتخاذ خطوات لتأمين احتياجاتها من الكهرباء والمحروقات، من خلال تنويع مصادر الطاقة وزيادة الاستثمار في مشروعات محلية وعربية ودولية.
زيادة الاعتماد على المازوت والسولار لتوليد الكهرباء
بدأت وزارة الكهرباء والطاقة. تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي في محطات الكهرباء الحرارية، والاتجاه بشكل أكبر لاستخدام المازوت والسولار.
كما تعمل الوزارة على التفاوض مع مستثمرين محليين وأجانب في مجالات الطاقة المتجددة. لرفع مساهمتها في إنتاج الكهرباء. من 14% حاليا إلى 42% بحلول عام 2035.
تهديدات إسرائيلية تضع مصر أمام معادلة صعبة
تأتي هذه التحركات في ظل تهديدات إسرائيلية متكررة بوقف إمدادات الغاز لمصر، التي توفر نحو 20% من احتياجاتها اليومية.
وقال مصدر في جهاز “مرفق الكهرباء”. إن مصر تسعى لموازنة احتياجاتها الداخلية مع الحفاظ على مكانتها كمركز إقليمي للطاقة في شرق المتوسط. وذلك عبر تطوير الحقول القديمة وإجراء اكتشافات جديدة تقلل من الاعتماد على الاستيراد.
فجوة إنتاجية في الغاز المصري
تشهد مصر تراجعا في إنتاج الغاز، حيث يتراوح حاليا بين 5.3 و5.5 مليارات قدم مكعبة يوميا. في حين يقترب الاستهلاك من 7.3 مليارات قدم مكعبة.
ومن المتوقع أن ينخفض الإنتاج إلى أقل من 5 مليارات قدم مكعبة يوميا بحلول عام 2027، مما يفرض على الحكومة استيراد الغاز من قبرص والأسواق العالمية بأسعار مرتفعة إذا لم تحدث اكتشافات كبيرة قريبا.
اتفاقيات طويلة الأمد مع إسرائيل رغم المخاوف
رغم هذه التحديات. جددت مصر الشهر الماضي اتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل، لرفع الواردات من 1.2 مليار إلى 1.6 مليار قدم مكعبة يوميا، ومد فترة التوريد حتى عام 2040، بقيمة إجمالية تصل إلى 35 مليار دولار.
لكن الخبراء يؤكدون أن الاعتماد على إسرائيل خيار محفوف بالمخاطر، خاصة مع تقلبات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة.
خطط بديلة وتنويع المصادر
وزير البترول، كريم بدوي، كشف عن خطة لجذب 4 مليارات دولار استثمارات جديدة هذا العام، من خلال طرح 12 منطقة امتياز للشركات الدولية لحفر آبار جديدة وتطوير الحقول القديمة.
كما تسعى الحكومة إلى امتلاك وحدات تغويز ومحطات إسالة الغاز في شمال الدلتا، ما يعزز قدرتها على استيراد الغاز المسال وتسييله لإعادة تصديره للأسواق الدولية.
مصر بين الفرص والتحديات
يرى خبراء الطاقة أن مصر ما زالت تملك أوراق قوة إقليمية. بفضل بنيتها التحتية المتقدمة في مجال الغاز، وموقعها الجغرافي المتميز.
ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة في ظل محدودية الإنتاج المحلي. مما يجعل تنويع الشراكات مع دول مثل قبرص واليونان ونيجيريا خيارا استراتيجيا لتقليل المخاطر وضمان استقرار إمدادات الطاقة في المستقبل.