لأول مرة.. جهاز تابع للقوات الجوية ضمن جهات استلام القمح من الفلاحين

في خطوة جديدة تعكس تمدد سيطرة الجيش على الاقتصاد، أدرجت وزارة التموين “جهاز مستقبل مصر” التابع للقوات الجوية، كجهة معتمدة لاستلام القمح المحلي من الفلاحين، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.
يأتي هذا القرار بعد شهور قليلة من تكليف الجهاز ذاته بمهمة استيراد القمح، بدلًا من هيئة السلع التموينية، التي كانت لعقود الجهة الوحيدة المسؤولة عن هذه المهمة الحيوية.
وهو ما يعني أن الجهاز أصبح يحكم قبضته على كل ما يخص قطاع الأمن الغذائي في البلاد، بدءًا من استصلاح الأراضي، وإدارة البحيرات، مرورًا باستيراد القمح بدلًا من هيئة السلع التموينية، وصولًا للبورصة السلعية، يسعى لجمع كميات من القمح خلال موسم الحصاد الذي يستمر حتى أغسطس القادم، لتوريدها إلى صوامعه الجديدة، التي انتهى من تدشينها الشهر الماضي، والتي تبلغ سعتها الاستيعابية نصف مليون طن.
بحسب تجار قمح لموقع “مدى مصر” فإن الجهاز تعاقد على تسليم القمح، عبر موظفين سابقين بوزارة التموين وشركة مطاحن جنوب القاهرة، سبق وتعاون معهم في توريد القمح إلى الحكومة لعدة سنوات كان آخرها حتى العام الماضي، إلا أنهم انتقلوا للعمل في الجهاز مؤخرًا.
وفي حين أوردت وزارة التموين الجهاز التابع للقوات المسلحة ضمن حضور اجتماع اللجنة العليا للقمح، اليوم، برئاسة وزير التموين، دون إشارة لدخوله ضمن الجهات المسوقة، أكدت وزارة الزراعة من جانبها على الدور المحوري لجهاز “مستقبل مصر” في مشهد التوريد المحلي للقمح، وفي بيان أعقب اجتماع الوزير مع المدير التنفيذي للجهاز بقيادات الجمعيات العامة والاتحادات التعاونية الزراعية لبحث آليات تسهيل وتشجيع المزارعين على توريد القمح المحلى إلى الدولة، شددت الوزارة على جهود الجهاز كشريك استراتيجي لا غنى عنه في جهود تحقيق الأمن الغذائي.
من أكبر مستوري القمح
وتحتاج منظومة دعم الخبز إلى أكثر من 8 ملايين طن قمح سنويًا، تجمع منها وزارة التموين ما لا يزيد على أربعة ملايين طن من القمح المحلي، على أن تستورد الكمية المتبقية، ما جعلها من أكبر مستوردي للقمح عالميًا.
وتستهدف الحكومة هذا الموسم، جمع أكثر من 5 ملايين طن محليًا، من أصل أكثر من 9 ملايين طن تنتجها أراضي مصر، حسبما سبق وصرح وزير التموين، شريف فاروق، ما أكده وزير الزراعة، علاء فاروق.