كيف رد السيسي على طلب ترامب بدعم هجومه على الحوثيين والمرور مجاني من قناة السويس

رغم غياب أي تعليق رسمي، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب خلال مكالمة هاتفية سابقة مع عبد الفتاح السيسي، السماح بمرور السفن العسكرية الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا، وهو ما قوبل برفض مصري قاطع، وفق ما نقلته الصحيفة عن مصادر مطلعة.
وكان الرئيس الأمريكي قد شدد على ضرورة السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية على حد سواء، بالعبور مجانًا عبر قناتي بنما والسويس.
وقال على تروث سوشيال “لم تكن القناتان لتوجدان لولا الولايات المتحدة الأمريكية. لقد طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو أن يهتم على الفور بهذا الوضع، وأن يتذكره!”.
مكالمة ترامب والسيسي
ووفق مصادر وول ستريت جورنال، قال ترامب للسيسي خلال مكالمة الشهر الجاري إن الولايات المتحدة تتطلع إلى دعمه في العملية ضد جماعة الحوثي في اليمن من خلال المساعدة العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية أو التمويل، بما أن ذلك يمكن أن يحسن حركة المرور في قناة السويس.
لكن السيسي اعترض، وقال للرئيس الأمريكي خلال المكالمة إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة سيكون وسيلة أفضل لوقف الحوثيين، وفق وول ستريت جورنال.
ضغوط على مصر
وفي السياق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت لوول ستريت “إن عملية ترامب لاستعادة حرية الملاحة عبر البحر الأحمر تعود بالنفع المباشر على العمال والمستهلكين الأمريكيين، كما أنها تعود بالنفع على الدول الشريكة عالميًا، بما في ذلك مصر”.
وأضاف “يجب تقاسم عبء عملية عسكرية ذات فوائد واسعة النطاق، وحرية مرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس هي إحدى طرق تقاسم هذا العبء”.
وتقول وول ستريت جورنال إن ترامب يسعى سرًا وعلنًا إلى دفع مصر لتعويض الولايات المتحدة عن جهودها في الدفاع عن ممرات الشحن المتجهة إلى قناة السويس، الأمر الذي يضع البلاد المتعثرة في موقف سياسي صعب.
التجارة عبر قناة السويس
وتمر عبر قناة السويس قرابة 10% من حركة التجارة العالمية، وتعتمد عليها القاهرة لتأمين العملة الأجنبية، إذ بلغت إيراداتها في عام 2023 قرابة 9.4 مليارات دولار، وفق BBC.
لكن الحركة التجارية في القناة تراجعت بعد أن بدأت جماعة الحوثيين في اليمن استهداف السفن التجارية “المرتبطة بإسرائيل” في البحر الأحمر، ردًا على الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وتشن الولايات المتحدة منذ منتصف مارس الماضي، غارات شبه يومية على مناطق مختلفة في اليمن تقول إنها “مستهدفة الحوثيين ودفاعًا عن المصالح الأمريكية في المنطقة”، بعد أن استأنفت الجماعة هجماتها على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ما دام جيش الاحتلال يمنع وصول المساعدات إلى غزة.
ومنذ يناير 2024 تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بمعاونة بريطانيا على التصدي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر التي بدأتها في 19 نوفمبر 2023 ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.