
حذر خبير مصري من اتساع دائرة انتشار الموجات الزلزالية، مع وقوع هزات أرضية متكررة بمنطقة شرق المتوسط وسواحل اليونان قبالة السواحل المصرية، وذلك بعد الهزة الأخيرة التي شعر بها المصريون في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، والتي جاءت بقوة 6.4 درجة.
وقال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن منطقة شرق المتوسط شهدت صباح اليوم الأربعاء في تمام الساعة 1:51 صباحا بتوقيت القاهرة زلزالا شرق جزيرة كـريـت بقوة حوالي 6.1 – 6.3 درجة على مقياس ريختر، على عمق كبير نسبيا بالنسبة للبحر المتوسط وهو 76 كم، مما يخفف من تأثيره، ولكن تتسع دائرة انتشار الموجات الزلزالية، ولذلك شعرنا به بوضوح في مصر كما شعر به تقريبا كل سكان شرق المتوسط.
وأضاف أن تأثير الزلزال يقل بزيادة المسافة أيضا، ويبعد الزلزال عن الإسكندرية بحوالي 500 كلم، إلا أنه أحيانا يحدث تسونامي بعد الزلازل القوية والتي تكون قوتها أكبر من 6.5 درجة والتي تحدث في البحار أو المحيطات، حيث من المتوقع أن تكون له توابع خفيفة
الأمور مستقرة ولا داعي للقلق
من جهته، أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في بيان أن “محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، سجلت صباح اليوم هزة أرضية على بعد 421 كلم شمال مطروح، في تمام الساعة 1:51 صباحًا، على خط العرض 35.12 شمالًا، وخط طول 27.0 شرقًا، وعلى عمق 76 كلم”.
كما أكد أن لا خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وأوضح أنه سجل زلزال شدته 6.4 درجة على بعد 431 كلم قبالة السواحل الشمالية لمصر.
وكان مركز أبحاث علوم الأرض الألماني أعلن سابقا أن زلزالا شدته 6.3 درجة ضرب جزيرة كريت اليونانية، مضيفا أن مركزه كان على عمق 83 كلم.
يذكر أن منطقة “سانتوريني”، الجزيرة الواقعة في بحر إيجه والتي تعتبر وجهة سياحية رئيسية في اليونان، شهدت نشاطا زلزاليا استثنائيا في يناير وفبراير الماضيين، إذ تعرضت لآلاف الهزات الأرضية مما أجبر قسما من السكان على الفرار.
محطات مرعبة للزلازل في مصر
1847.. البداية المؤلمة
في عام 1847، ضرب زلزال قوي منطقة جنوب غرب القاهرة، خاصة محافظة الفيوم، وكان أول زلزال مدمر يُسجل في مصر الحديثة، حيث أسفر عن مئات القتلى والجرحى والمشردين، وظل محفورًا في ذاكرة السكان كمأساة إنسانية قاسية.
1903.. الزلزال الذي صنع تاريخ العلم
شهدت مصر زلزالا شديدا في عام 1903 تسبب في وفاة نحو 10 آلاف شخص، ليكون من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد.
كان هذا الحدث السبب الرئيسي في إنشاء “مرصد حلوان”، أول مركز متخصص لرصد الزلازل في مصر.
1969.. البحر الأحمر يهتز
في جزيرة “شدوان” الواقعة بالبحر الأحمر، وقع زلزال بلغت قوته 6.9 درجة، وشعرت به جميع المحافظات المصرية.
كما امتدت تأثيراته إلى السودان، إثيوبيا، وفلسطين، لكنه لم يسفر عن ضحايا، رغم تشققات ظهرت في أراضي البحر الأحمر.
1981.. تجربة قرب السد العالي
هزة أرضية بقوة 5.6 درجة وقعت في منطقة بحيرة السد العالي، ولكن تصميم السد صمد أمام الزلزال، حيث بُني ليتحمل زلازل تصل شدتها إلى 8 درجات.
1992.. الزلزال المدمر
من أكثر الزلازل رعبا في تاريخ مصر الحديث، وقع في 12 أكتوبر 1992، وبلغت قوته 5.6 درجة، ومركزه كان بمنطقة دهشور.
تسبب في وفاة 541 شخصا، وإصابة أكثر من 6500، وتدمير آلاف المنازل والمدارس، خاصة في القاهرة الكبرى والفيوم.
1995.. أعنف الزلازل
في 22 نوفمبر 1995، وقع زلزال عنيف بلغت قوته 7.2 درجة، مركزه مدينة نويبع بالبحر الأحمر.
أدى إلى وفاة 5 أشخاص وإصابة العشرات، وكان من أقوى الزلازل التي سجلت في مصر.
1997.. زلزال بلا خسائر
آخر تلك السلسلة للزلازل في تاريخ مصر كان في 13 يناير 1997، حينما شعرت القاهرة بهزة أرضية بلغت قوتها نحو 5.9 درجة، لكنها لم تخلف أي أضرار بشرية أو مادية.
100 ألف عقار آيل للسقوط
تشير إحصاءات رسمية مصرية إلى وجود أكثر من 100 ألف عقار سكني مهدد بالانهيار، وبعض تلك العقارات لايزال مأهولا بالسكان، ما يهدد حياة مئات الآلاف في مختلف المحافظات.
تتخذ أزمة انهيار أجزاء من العقارات القديمة في المحافظات منحى أكثر خطورة مع تحولها إلى ظاهرة متكررة تحصد الأرواح والممتلكات، خصوصا في المدن الساحلية التي شهدت العديد من الوقائع خلال الفترة الماضية، لتتحول بعض “المباني العتيقة” إلى فخاخ تطاول أبرياء يصادف قدرهم المرور تحتها أو بجوارها، ما يجعلها بمثابة كابوس.