
أثارت الجولة الخليجية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أعقبتها قمة جمعت زعماء دول الخليج، حالة من الغضب داخل أروقة السلطة في مصر، بعدما غابت القاهرة عن محطات الزيارة، ولم تُوجَّه دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في تلك الاجتماعات.
الغضب المصري دفع الإدارة الأمريكية إلى سفر مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق أوسطية والأفريقية مسعد بولس إلى مصر قبل أيام، في ظيارة لم تكن مجدولة بشكل مسبق، وجاء ترتيبها على عجل، بحسب مصادر دبلوماسية مصرية، لـ”لعربي الجديد”.
وفي 18 ماي الحالي استقبل السيسي مستشار ترامب بحضور وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، والسفيرة الأميركية بالقاهرة هيرو مصطفى، ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شمال أفريقيا جوشوا هاريس.
محاولات فاشلة لحضور السيسي
وبحسب دبلوماسي في السفارة المصرية بواشنطن، فإنه قبيل بدء زيارة ترامب لمنطقة الخليج، والتي استهلها في الرياض في 13 مايو الحالي، كانت هناك محاولات، لترتيب زيارة للسيسي إلى إحدى محطات ترامب الخليجية، حيث طرح أن يكون ضمن المشاركين لقاء ترامب بزعماء مجلس التعاون الخليجي، برفقة ملك الأردن عبد الله الثاني، إلا أن اعتبارات سياسية حالت دون ذلك.
وأوضح الدبلوماسي المصري، بأنه عقب ذلك دارت مناقشات بشأن إمكانية ترتيب اللقاء بين السيسي وترامب في الدوحة، تحت مظلة الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي تشارك فيها مصر وقطر وأميركا، وهي الترتيبات التي لم تتم أيضاً. وبدا أنه كان هناك عدم رغبة أميركية في تنفيذ اللقاء خلال تلك الجولة.
استياء رسمي مصري
من جانبه، قال دبلوماسي مصري رسمي آخر في القاهرة إن زيارة مستشار ترامب القاهرة عقب انتهاء جولة ترامب الخليجية، جاءت بعد اتصال بين عبد العاطي والسفيرة الأميركية في القاهرة هيرو مصطفى، نقل الوزير خلالها استياء رسمياً بشأن ما وصف بتجاهل الدور المصري.
وأضاف الدبلوماسي المصري أن السفيرة الأميركية بالقاهرة وعدت عبد العاطي برفع توصية إلى الإدارة الاميركية بشأن الرسالة التي نقلها، قبل أن تعاود الاتصال به، وتخطره بإيفاد بولس للقاهرة في زيارة ذات طابع رسمي للقاء الرئيس المصري، في محاولة لـ” ترطيب العلاقات” بحد تعبير المصدر.
وكشف الدبلوماسي المصري أنه رغم الخطوة الأميركية بإيفاد مستشار ترامب للقاهرة، إلا أنه ظلت لدى الجانب المصري حالة من الامتعاض بسبب مستوى التمثيل الأميركي خلال تلك الزيارة، حيث كان هناك اعتقاد بإمكانية إيفاد مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي كان في المنطقة في إطار الوساطة الأميركية بين المقاومة في غزة والحكومة الإسرائيلية.
وقال: “لا يمكن تجاهل حالة الفتور التي تمر بها العلاقات المصرية الأميركية، مؤخراً، على عكس ما كان متوقعاً من القيادة المصرية، التي كانت أكثر ميلاً للتعامل مع ترامب من سابقه جو بايدن”.