هجوم سعودي غير مسبوق على ترمب ونتنياهو وانفتاح على حماس

ما إن أدرج ترامب السعودية مع مصر والأردن في خطته المثيرة للجدل لتهجير الفلسطينيين، حتى قوبل ذلك برد فعل سعودي غير متوقع وانتقادات واسعة.
فبعدما كان ترامب يردد اسم مصر والأردن فقط، دخلت السعودية على قائمة تصريحاته المثيرة للجدل، وقال إنه يأمل في أن تقوم هي وغيرها من الدول الغنية في الشرق الأوسط بإعادة تمويل بناء قطاع غزة المنكوب، بعدما يتم شراؤه من قبل الولايات المتحدة.
وجاءت تصريحات ترامب الجديدة جاءت بعد ساعات من تصريحات مثيرة للجدل أطلقها نتنياهو، قال فيها؛ إنه يدعو السعودية لإقامة دولة فلسطينية على أراضيها “الواسعة”.
هجوم سعودي كبير
تصريحات ترمب ونتنياهو واجهت ردا سعوديا شديد اللهجة، حيث وصفت وزارة الخارجية السعودية تصريحات نتنياهو، بـ”التصريحات الصادرة عن عقلية متطرفة محتلة، لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين”.
وقال البيان؛ إن “هذه التصريحات تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي”.
وأضاف: “الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم”.
نتنياهو بدون منصب
وكان لافتا في بيان وزارة الخارجية السعودية عدم الاعتراف بمنصب بنيامين نتنياهو، إذ جرت تسميته باسمه فقط دون أي وصف له.
وأكدت قناة “الإخبارية” الرسمية، أن إسقاط الصفة الوظيفية لنتنياهو مقصود، حيث إن “اسم الدولة انتفى عن إسرائيل”.
وأشاد ضيوف قناة “الإخبارية” بإزالة وصف نتنياهو في البيان، بعد تحوله من رئيس وزراء حكومة إلى زعيم عصابة تقتل الفلسطينيين، بحسب “الإخبارية”.
ضوء أخضر للإعلام
وفي مشهد متغير لتعاطي الإعلام السعودي مع القضية الفلسطينية، بدا أن الحكومة السعودية أطلقت العنان لوسائل الإعلام لمهاجمة حكومة نتنياهو.
واستدعت “الإخبارية” تصريحات تاريخية لملوك السعودية السابقين حول القضية الفلسطينية، وفي مقدمتهم الملك فيصل بن عبد العزيز الذي قال: “لو أجمع العرب جميعا على أن يرضوا بوجود إسرائيل وبتقسيم فلسطين، فلن ندخل معهم في هذا الاتفاق”.
كما نشرت جزءا من خطاب سابق للملك سلمان إبان كان “أمير الرياض”، يقول فيه؛ إن القضية الفلسطينية هي قضية السعودية الأولى.
وأطلقت “الإخبارية” أوصافا حادة ضد نتنياهو، ووصفته بأنه “صهيوني ابن صهيوني”، وتابعت: “ليس له وجه طيب وآخر قبيح، للاحتلال وجه واحد هو بنيامين نتنياهو”.
فيما ناقشت قناة “العربية” الحالة النفسية والصحية لنتنياهو، واعتبرت أنها ربما تكون السبب في مقترحه الأخير حول نقل الفلسطينيين إلى السعودية.
انفتاح على “حماس”
وفي رد فعل مخالف للهجوم المتواصل عليها منذ سنوات، رصدت العديد من وسائل الإعلام تعاطيا مختلفا مع حركة حماس وبياناتها، حيث نقلت وسائل إعلام سعودية بينها صحيفة “عكاظ” تصريحات “حماس” حول تصريحات ترامب.
فيما أبرزت صحيفة “الشرق الأوسط” تصريحات للقيادي في “حماس” عزت الرشق تدين تصريحات ترامب، وذلك في الصفحة الرئيسية من موقعها الإلكتروني.
وقال الكاتب السعودي نواف القديمي؛ إن هذه اللحظات هي توقيت مناسب لإعادة التواصل السعودي مع حماس، ولو كان على هامش “عمرة رمضان”، بحسب قوله.
وأضاف: “لدى بعض قيادات حماس علاقة قديمة مع السعودية، وهي حريصة دوما على عودة التواصل معها، واستجابة السعودية لذلك، إضافة لإغلاق أجوائها أمام الطيران الإسرائيلي، سيكون الرد العملي المطلوب والمُصاحب للرد السياسي والإعلامي”.