آبي أحمد يحدد موعد تدشين سد النهضة ويدعو دولتي المصب إلى الحوار.. صمت مصري مطبق إزاء الخطوة
مصادر مصرية: الدعوة إلى الحوار الإثيوبي مع مصر والسودان ينبغي أن تكون على أسس واحترام عقول الطرف الآخر وبنية صافية وللوصول إلى حلول وليس للتطويل والتسويف

قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن سد النهضة، سيدشن خلال الأشهر الستة المقبلة، وأكد أن سد النهضة الإثيوبي الكبير سيكون حدثا تاريخيا في بداية العام الإثيوبي المقبل.
ودعا أحمد خلال حديثه أمام البرلمان الأثيوبي، إلى حوار مع مصر والسودان، مؤكدا أنه لن يلحق أي ضرر بدولتي المصب، وقال آبي أحمد إن سد النهضة سيضمن تدفق المياه على مدار العام بعد اكتماله، لكن هذه التصريحات تعاملت معها القاهرة بالصمت التام، ولم يصدر من أي جهة رسمية أي ردود عليها.
وقبل ساعات قليلة من تصريحات آبي أحمد، كشف مسؤول مصري أن ملف أزمة السد لم يتم تجميده، بل سيتم مناقشته مع الشركاء الدوليين.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان ياسر سرور في تصريحات سابقة، إن التحركات الدبلوماسية فيما يتعلق بملف السد لم تتوقف، ومصر مستمرة في شرح القضية على المستويات الفنية والسياسية، لكونها قضية وجودية لمصر ومرتبطة بوجود وحياة الشعب المصري.
تأثير مباشر على مصر
يقول الخبير أستاذ الموارد المائية بـ”جامعة القاهرة”، الدكتور نادر نور الدين، إن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أن السد لم يؤثر تأثيرا جسيما على مصر، ولذلك نتحفظ على مصطلح “جسيم”، متسائلا ما هو من وجهة نظر إثيوبيا حول معايير الجسامة؟ لأن مصر دولة فقيرة مائيا، وأي خصم مائي من حصتها له أثر جسيم، كما أن الأمم المتحدة في قانون الأنهار العابرة للحدود لم تعطِ تعريفا للضرر الجسيم.
وتابع الخبير أن وجود الفيضان العالي خلال فترات الملء هو السبب في تقليل آثار الملء على مصر، وهو ما لم تخطط له إثيوبيا حيث كانت ستملأ تحت أي ظروف سواء في السنوات العجاف أو غيرها، مضيفاً أن الادعاء الإثيوبي بأن مخزون بحيرة السد العالي لم يتأثر خلال فترات الملء غير صحيح، لأن العام الماضي كان الفيضان شحيحا، بخلاف السنوات الخمس الأخرى، وبالتالي حصل انخفاض في تدفقات المياه لمصر والسودان بنحو 25 مليار متر مكعب عوضتها مصر من مخزون بحيرة السد العالي.
وأضاف نور الدين بأن الدعوة إلى الحوار الإثيوبي مع مصر والسودان ينبغي أن تكون على أسس واحترام عقول الطرف الآخر وبنية صافية وللوصول إلى حلول وليس للتطويل والتسويف، مطالبا أن يكون الحوار حول السد على نظام التشغيل، بما يضمن أن تكون تدفقات النيل الأزرق من مخزون بحيرة السد تماثل نفس تدفقاتها قبل بنائه.
وقال الدكتور هاني سويلم، وزير الري في تصريحات سابقة، إن أي سد يتم إنشاؤه على مجرى النيل يؤثر على مصر، وهناك تأثيرات يمكن مواجهتها وأخرى لا يمكن، مشيرا إلى أن أي تأثير سيحدث على مصر سيدفع الجانب الإثيوبي ثمنه في يوم من الأيام.
إغلاق الملف سابقا
يشار إلى أن مصر أعلنت أنه ليس هناك أي تطور جديد في مفاوضات سد النهضة مؤكدة أن المفاوضات انتهت ولا عودة لها بالشكل المطروح، لأنه استنزاف للوقت.
الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا الذي سبق إطلاقه العام قبل الماضي للإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد خلال أربعة أشهر كان قد انتهى بالفشل ولم يسفر عن أية نتيجة.