تقاريرمحلي

استثمار أم تفريط؟ طرح وسط البلد ومربع الوزارات رغم الرفض الشعبي

على خلاف تصريحات رسمية سابقة، قال رئيس الحكومة مصطفى مدبولي إن حكومته ستكون مستعدة لطرح مباني منطقة وسط البلد “مربع الوزارات”، يونيو المقبل.

وأضاف في مؤتمر صحفي مع عدد من الوزراء عقب انتهاء الاجتماع الحكومي: أنه كان هناك اجتماع للاستفادة من منطقة وسط البلد، سنكون جاهزين لطرح هذه المنطقة يونيو المقبل.

لن نغير الطابع العمراني

وأكمل حديثه “سيعاد استغلال هذه المنطقة مع الحفاظ على الطابع العمراني للمنطقة، الناس بتقول انتوا ناويين تغيروا شكل المباني؟ لأ، بنحافظ عليها ونستفيد منها في عملية زيادة الغرف السياحية والمنشآت السياحية”.

نفي سابق

وكان مدبولي قد نفى في تصريحات سابقة صحة ما تردد عن استحواذ الإمارات على المنطقة الاستثمارية بوسط البلد، مؤكدًا أن الحكومة تعمل على تطويرها وفق خطة متكاملة.

وأوضح أن مكتبًا استشاريًا متخصصًا تم تكليفه بوضع رؤية شاملة لاستغلال واستثمار المباني والمنشآت التي تم إخلاؤها في المنطقة، وذلك في إطار خطة إعادة تأهيل وسط القاهرة وتحويلها إلى وجهة استثمارية وسياحية متميزة.

هل تستحوذ الإمارات عليها؟

وكان رجل الأعمال الإماراتي، مؤسس شركة إعمار العقارية محمد العبّار، قد قال إن مفاوضات بدأت بين شركته والحكومة من أجل المساهمة في تطوير مباني وسط القاهرة، وأن مخطط التطوير يهدف إلى تحويل هذه المنطقة التاريخية إلى مشروع مثل “داون تاون دبي”، الذي يستقطب أكثر من مائة مليون زائر سنوياً.

وأفاد بأن منطقة وسط القاهرة تحتاج إلى التخطيط الجيد لإقامة المشاريع المتنوعة، وإنشاء كثير من الفنادق والمطاعم والمحال التجارية، على غرار منطقة داون تاون في دبي.

غضب شعبي

تصريحات العبار أثارت حالة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إذ كتبت أستاذة التخطيط العمراني في جامعة القاهرة، جليلة القاضي، عبر صفحتها في فيسبوك، قائلة: “علمت أن العبار وضع يده على منطقة وسط البلد، ويرغب في خرابها من خلال تحويلها إلى دبي تاون، بعد استيلاء الصندوق السيادي على مباني شركات التأمين وطرحها للاستثمار”.

وأضافت: “بدأوا في تفريغ العمارات الخديوية من سكانها وشاغليها، وهي من أعلى البنايات قيمة وأقدمها، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1911، ومهندسها هو أنطونيو لاشياك مصمم بنك مصر. وجاء وزير الاستثمار بصحبة رئيسة مجلس إدارة شركة مصر للأصول العقارية لزيارة عمارتي، وهي من تصميم جورج بارك، وشيّدت عام 1928”.

وقال المفكر كمال زاخر: “ارفعوا أيدي التخريب ومحو الهوية الحضارية عن القاهرة الخديوية، التي أطلق عليها كتاب الغرب: باريس الشرق.

وتابع: “منطقة وسط القاهرة تمثل بداية العمران المصري في صورته الحديثة، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والحفاظ عليها وإعادة بعثها إلى الحياة حق علينا لأجيالنا القادمة وللعالم والحضارة؛ أما عرضها استثماراً عقارياً يبادر بهدمها وتحويلها إلى كتل إسمنتية فجة فهو جريمة لا تغتفر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى