عربي ودولي

مراقبون: ليبيا تحتاج 7 مليارات دولار لإعادة الإعمار

أعاد إعصار “دانيال” تشكيل جغرافية المكان والسكان، في المدن الليبية المنكوبة شرقيّ البلاد، وسط خسائر اقتصادية كارثية شهدتها البلاد، لدرجة أن معالم المناطق المتضررة تغيرت، حيث اختفت أحياء بأكملها بعد انهيار المنازل والخدمات والبنية التحتية، ما اضطر الناجين من الأهالي إلى الاندفاع نحو نزوح جماعي إلى مناطق آمنة.

وبعد أيام على صدمة الإعصار والفيضانات، بدأت تظهر خريطة الأضرار الاقتصادية للكارثة، حيث جاء قطاع البناء والبنية التحتية في المقدمة على وقع انهيار آلاف المنازل والمنشآت، ثم تلا ذلك القطاع الزراعي والثروة الحيوانية من خلال تجريف مساحات شاسعة من الأراضي. كذلك كان لممتلكات المواطنين من سيارات ومتاجر وغيرها نصيب كبير من المأساة.
قدّر مراقبون احتياجات البلاد من أجل إعادة الحياة إلى المدن المتضرّرة بنحو 7 مليارات دولار. وأكّدوا ضرورة إنشاء صندوق لإعادة الإعمار يكون تمويله محلياً من الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين وعبر المساعدات الدولية أيضاً، والمدن المتضرّرة تحتاج إلى خطط عمرانيّة جديدة وبنية تحتيّة، حسب المراقبين.
ويأتي ذلك، على وقع نزوح أكثر من 36 ألف شخص من المدن المتضررة، حسب بيانات منظّمة الهجرة التابعة للأمم المتّحدة، فيما تعرّض نحو 15 ألف مسكن في درنة فقط للضّرر الجزئي والكلّي، كذلك سبّبت العاصفة دانيال أضراراً جسيمة بالبنية التّحتيّة، بما في ذلك شبكة الطّرق، وتعطيل الاتّصالات والكهرباء.

في هذا السياق، قال المحلّل الاقتصاديّ جمعة المنتصر، إن أكثر من 25% من منازل درنة تعرضت للضّرر وبعض المناطق المجاورة لها، وكذلك مناطق الورديّة وسوسة وبعض القرى الصّغيرة.
وأوضح المنتصر أن التقديرات المبدئيّة لحجم الخسائر تشير إلى تعرض 15 ألف منزل للضرر، منها 4 آلاف منزل دمّر بالكامل، والباقي تضرر جزئياً.
وأشار إلى خسارة ما يزيد على 30 ألف رأس من الأغنام والمواشي، وتعرّض 10 مناطق زراعيّة في مناطق الشرق لخسائر بنسبة 30%. وأوضح أن هذه البيانات جاءت وفق تقارير للحكومة المعينة من مجلس النواب، وتقديرات أخرى غير رسميّة.

من جانبه، دعا أستاذ الاقتصاد بالجامعات الليبية، عادل المقرحيّ إلى ضرورة إنشاء صندوق إعادة إعمار للمناطق المتضرّرة من فيضانات دانيال في المنطقة الشرقية.
وقال أستاذ الاقتصاد في تصريحات إن الصندوق يحتاج نحو 7 مليارات دولار من أجل إقامة بنية تحتية وإعادة إعمار ما دمره الإعصار.
وأضاف المقرحي: بعد قراءة البيانات حول المناطق المتضررة من السيول والفيضانات، نستطيع أن نقول إننا نحتاج إلى بناء أحياء جديدة، خصوصاً وسط مدينة درنة حالياً، إن لم نكن نحتاج إلى بناء مدينة جديدة بعد تغير ملامح جغرافية المكان ونزوح أكثر من 30 ألف من سكانها. وقال: سبّبت العاصفة دانيال أضراراً جسيمة في البنية التحتية، بما في ذلك شبكة الطّرق، وتعطيل شبكة الاتّصالات، وهو ما يحتاج إلى تكلفة باهظة من أجل إصلاحها.
وفي هذا السياق، أيد المحلل المالي صبري ضوء، إنشاء صناديق لإعادة إعمار المناطق المتضررة. وقال إن حجم الكارثة كبير جداً بالنسبة إلى درنة وسوسة، وكذلك بعض الأحياء في البيضاء والقرى النائية الصغيرة، مضيفاً أن هناك حكومتين في ليبيا، وهذا يؤدي في الواقع إلى إبطاء المساعدة ومشاريع البنية التحتية.
وتابع المحلل المالي: نحتاج إلى صندوق يساهم فيه الجميع من الأفراد والمؤسسات العامة والخاصة، وكذلك الدول الصديقة، محذراً من تكرار منهاج الصناديق التي قامت بها الحكومة في السابق دون إقامة حتى مشروع واحد على الأرض.

ذكرت منظّمة الهجرة التّابعة للأمم المتّحدة أن 30 ألف شخص شُرّدوا من منازلهم في منطقة درنة فقط، ونحو ثلاثة آلاف نازح في البيضاء و2285 ألفاً في بنغازي.
يذكر أن درنة هي الموقع الأكثر تضرّراً، حيث أدت العاصفة دانيال إلى انفجار السدود واجتياح المياه لمناطق واسعة من المدينة، ما سبّب دماراً كبيراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى